تطور معمار المآذن في مصر
تقرير:
نادرة الببلاوي
محمد الكاشف
محمد عثمان
أيمن العطار
مآذن متوسطة الارتفاع، قباب مختلفة الأحجام، ساحات كبيرة مفتوحة، أصداء صوت الأذان في كل مكان، هذه هي المظاهر الأولى التي ستخطف أنظارك عندما تزور المعمار التراثي بالقاهرة.
على مر السنين، عُرفت القاهرة باسم «مدينة الألف مئذنة» فأينما تنظر تجد تلك البنايات الطويلة المقدسة.
يُحاط المصريين بآثار معمارية جميلة، اعتادوا وجودها، غير مدركين للإبداع الكامن في هذه التصاميم الخارجية المبهرة.
يعود تاريخ مسجد عمرو بن العاص إلى عام ٦٤٢م، وقد بني بشكل مختلف تمامًا عن مسجد الفتاح العليم، الذي تم تشييده عام ٢٠١٦م في العاصمة الإدارية الجديدة.
بين عام ٦٤٢م و٢٠١٦م تم بناء مساجد تاريخية أخرى، تعكس الجانب الجمالي والفني للثقافة والدين، ومع مرور الوقت، تطورت مآذن المساجد إلى أشكال وأحجام وتصميمات مختلفة.
لم تكن هناك مآذن في الفترة الأولية للإسلام، ولكن كانت هناك حاجة إلى مكان مرتفع يصعد إليه المؤذن ليعلن قيام الصلاة.
في عهد النبي محمد، كان بلال بن رباح يذهب إلى سطح المسجد ويصلي، فجاءت فكرة بناء مئذنة مع توسع الدولة الإسلامية.
تضم مصر العديد من المآذن الهامة ذات التصاميم المعمارية المختلفة. يتفق المؤرخون المسلمون على أن المآذن التي أقيمت في شبه الجزيرة العربية والمدن الأخرى التي اعتنقت الإسلام يميزها غياب المآذن.
ظهرت المآذن خلال العصر الأموي في بلاد الشام مثل دمشق ودول إسلامية أخرى، وكانت المآذن عبارة عن أبراج ذات تخطيط أفقي مربع، بينما مآذن العصر الفاطمي تميزت بالطول والضيق، مثل مئذنة مسجد الحاكم بأمر الله في القاهرة.
أما مآذن العصر المملوكي فهي طويلة، لكن لم يكن لها أساس محدد، ووضعت على الشرفات مثل مئذنة مسجد السلطان حسن.
أول مئذنة بنيت في إفريقيا كانت على يد عمرو بن العاص، تقع هذه المئذنة في القاهرة القديمة، وتعد من أهم مظاهر الجذب السياحي في المنطقة.
على سبيل المثال، تعتبر مآذن مسجد محمد علي من أهم عناصر الجذب السياحي في مصر. كما تركت عصور المماليك، الفاطميين والعثمانيين العديد من المآذن المميزة ذات تصاميم معمارية مختلفة. على مر ١٤٠٠ عام من التاريخ الإسلامي، شهدت مصر العديد من التحولات الدينية والثقافية. فمثلًا التحول من عصر الإسلام السني إالى الشيعي تحت الحكم الفاطميين بين عامي ٩٦٩ و١١٧١، والعودة للإسلام السني مرة أخرى تحت صلاح الدين الأيوبي. مما أدى إلى تطور معمار المآذن من عصر لأخر. يقع جامع عمرو بن العاص في القاهرة القديمة، ويعد أول مسجد يتم بناؤه في مصر حيث يعود تاريخه إلى ٦٤٢ م. كان المسجد مركزًا مهمًا للتعليم الإسلامي لمدة ٦٠٠ عام.
صُنعت مئذنته في البداية من جذوع النخيل والأحجار اللبنية وسقف من الخشب وأوراق النخيل، وذلك قبل تجديده إلى شكله الحالي.
يضم مسجد الحاكم بأمر الله -الذي بني عام ٩٩٢- إحدى أقدم المآذن في القاهرة. سمي المسجد على اسم الخليفة الفاطمي السادس لمصر، وتشتهر هذه الحقبة التاريخية بمآذنها العريضة متوسطة الارتفاع. يضم المسجد العديد من الأقواس والنوافذ في الفناء؛ لتوفير الكثير من ضوء الشمس ومنطقة شاسعة للصلاة.
بُني مسجد السلطان حسن في الفترة بين ١٣٥٦ و ١٣٦٣ خلال العصر المملوكي، ويقع المسجد في ميدان صلاح الدين بالقاهرة، ويتميز بمآذنه الضخمة على الطراز المملوكي.
تعد مآذن مسجد محمد علي -الواقع بجانب قلعة صلاح الدين الأيوبي- من المعالم السياحية الجذابة في القاهرة، وتعتبر من أبرز المآذن في «مدينة الألف مئذنة»، شُيدت المآذن بين عامي ١٨٣٠ و١٨٤٨ على الطراز العثماني كما اختاره محمد علي في تلك الفترة.
يقع مسجد الحصري في مدينة السادس من أكتوبر، وهو أحد المساجد الحديثة التي يمكنك أن تجدها في مصر. يشتهر المسجد بموقعه وتألق تصميمه المعقد مع العديد من المآذن الفريدة.
ومن أحدث المساجد الحالية٬ مسجد العاصمة الإدارية، بُني المسجد على الطراز المملوكي، ويقع على هضبة تطل على المدينة بأكملها مع مئذنة ارتفاعها ١٤٠ متر، وهي أعلى مئذنة في مصر.
كما يعتبر المسجد من أكبر المساجد في العالم حيث يتسع لـ ١٠٧٠٠٠ شخص.