محاضرة شحادة في: استغلال الاحتلال للثغرات القانونية
تقرير: ليلة عبد اللطيف
@leilayasser101
استضافت الجامعة الأمريكية بالقاهرة في شهر مارس المحامي الفلسطيني المتخصص في مجال حقوق الإنسان، رجا شحادة، لإلقاء محاضرة ضمن محاضرات الدراسات العليا في القانون الإنساني الدولي تحت إشراف كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة، قسم القانون.
نظرًا لظروف وباء فيروس كورونا، عُقدت المحاضرة عن طريق تطبيق زووم بحضور هاني سيد، منسق برنامج القانون الدولي وحقوق الإنسان بالجامعة، بالإضافة إلى عدد من طلاب الدراسات العليا بقسم القانون.
يُعتبر شحادة من الروّاد في مجال قانون حقوق الإنسان بفلسطين المحتلة؛ حيث أسس منظمة «الحق» عام ١٩٧٩ للدفاع عن حقوق الفلسطينيين من وجهة نظر قانونية. وقد صرح شحادة أن القوات الإسرائيلية تصنّف المنظمة كحركة إرهابية رغم استخدامها القانون كسلاح سلمي للدفاع عن الحق الفلسطيني. علاوة على ذلك، ذكر شحادة أن كتاباته تأثرت كثيرًا بوجود فجوة كبيرة بين المعلومات المتاحة عن الأزمة الفلسطينية وما يحدث على أرض الواقع.
قال شحادة «عندما شاركت كمستشار قانوني للوفد الفلسطيني في مفاوضات ما بعد مؤتمر مدريد للسلام عام ١٩٩١، شعرت بفقدان الأمل في التوصل إلى حل للأزمة الفلسطينية؛ لذلك قررت ترك المفاوضات بعد عام واحد والبدء في بحثي الخاص عن وضع فلسطين القانوني».
قال شحادة أن القوانين الإسرائيلية مبنية على الاستبداد والتفرقة العنصرية، وأشار إلى أن إسرائيل لا تتبع القانون الدولي أو النسخة الثانية من «اتفاقية أوسلو» التي قسّمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق (أ، ب، ج) لتحديد الصلاحية القانونية للتحكم في الأرض.
بهذا الخصوص قال شحادة «نصّت الاتفاقية على إعطاء الفلسطينيين حق التحكم الكامل بمنطقة «أ» ولكن القوات المحتلة الإسرائيلية تخرق هذه القاعدة مرارًا وتكرارًا متجاهلة القانون الدولي».
وأضاف أن المنطقة «ب» تعتبر تحت الإدارة الفلسطينية قانونيًا في ما يخص الشؤون المجتمعية كالتعليم والصحة على سبيل المثال ، على عكس الأراضي التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، وهنا أشار إلى التلاعب بالقوانين لدعم الموقف الإسرائيلي وجعل احتلال الأرض مشروعًا.
علاوة على ذلك، وضّح شحادة الوضع الخاص لقطاع غزة الذي يعتبر تحت حصار كامل من قِبل الجيش الإسرائيلي. وأفاد عن دور الدعم الأمريكي لقوات الاحتلال في ممارساتها خاصةً بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس واعتراف الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» بها كعاصمة لإسرائيل عام ٢٠١٧. وكانت تلك خطوة لتعزيز شرعية الموقف الإسرائيلي القانوني في المجتمع الدولي حيث تعتبر مدينة القدس من أكثر المناطق قدسية، ليس فقط للفلسطينيين بل وللعالم بأسره، حيث تتقابل جميع الأديان السماوية على أرضها.
بالإضافة إلى ذلك، صرّح شحادة أن الحكومة الإسرائيلية تصر على إنكار حق إقامة دولة فلسطينية مع التأكيد على أن إسرائيل ليست دولة احتلال قانونيًا؛ قال شحادة «إسرائيل تعرف كيفية التلاعب بالقانون بمستوى عالي من الكفاءة والهدف الرئيسي هو السيطرة على أكبر عدد من الأراضي الفلسطينية».
وسألت إحدى الحضور من الطالبات شحادة عن وضع حي الشيخ جرّاح الذي يقع في القدس الشرقية؛ فأجاب شحادة أن معظم السكّان الفلسطينيين بهذا الحي كانوا في الأصل يعيشون في القدس الغربية ولكن تم تهجيرهم عام ١٩٤٨. ووفقًا للقانون، القدس الشرقية تقع تحت السلطة الإسرائيلية مما يجعل طرد الفلسطينيين من حي الشيخ جراح مشروعًا.
لكن شحادة وضح أن رد فعل المجتمع الدولي القوي تجاه قضية حي الشيخ جرّاح أدى إلى تأجيل صدور الكثير من الأحكام من قِبل القضاء الإسرائيلي لتصريح تهجير العائلات الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، قال شحادة «المجتمع الدولي غالبًا يدعم فلسطين ويقف إلى جانب الحق الفلسطيني لتأسيس الدولة وتعتبر حالة الشيخ جرّاح مثال مهم لتوضيح قوة اتحاد المجتمع الدولي ضد استبداد الاحتلال».
وأضاف أنه بالرغم من إجادة السلطات الإسرائيلية التلاعب بالقانون وفرض القوة إلا أن هناك أمل كبير لتغيير وضع فلسطين المحتلة لأنه من الصعب الاستمرار في استخدام الأكاذيب والألاعيب كأسلوب تحكم بفلسطين. وأشار إلى أنه عاجلاً أم آجلاً ستضطر السلطات الإسرائيلية لإيجاد حل سلمي لحل الأزمة بالتعاون مع الفلسطينيين.