دقات الطبول … توقظ ثقافتنا
تقرير: ڤيرينا بيشوي
Vereena_bishoy@
صوت دقات الطبول لا نسمع صداه في آذاننا فقط، بل نشعر بدقاته في قلوبنا أيضًا. فهي توقظ شيئًا أعمق، شيئًا أكبر، تراثنا وأصولنا. لهذا السبب، تُعد فرقة الفلكلور المصري بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بمثابة منارة لثقافتنا، ومصدر بهجة لمجتمع الجامعة.
تأسست الفرقة العريقة في الجامعة في السبعينيات، والتي تعد بمثابة امتداد ل «فرقة رضا» الشهيرة.
تم تأسيس «فرقة رضا» في أواخر الخمسينات على يد الفنان الراحل محمود رضا بالتعاون مع شقيقه علي رضا. قدمت فرقة الأداء المصرية عروضًا أحبها الشعب المصري بشدة، وكانت أول راقصة لدى الفرقة هي الفنانة فريدة فهمي. لم تكن راقصة فقط، بل لعبت أيضًا دورًا مهمًا هامًا في تصميم الأزياء للفريق ولهذا السبب كانت بمثابة أيقونة للكثير من ق فتيات الفريق.
قُدمت العديد من الرقصَات مثل: بائع العرقسوس، والمراكبي والنوبة. وكان أحد أفلامهم الشهيرة هو فيلم غرام في الكرنك.
تأسست فرقة الفلكلور المصري بالجامعة بمساعدة محمود رضا وباقي مؤسسي «فرقة رضا»، مستعيرة منها الروح والأصالة.
قال محمد الفرماوي، باحث في الفلكلور المصري والمشرف الفني لفرقة رضا ورئيس فرقة الفلكلور بالجامعة «بدأنا فريق الفلكلور كمساعدين لمدرب كبير وهو الدكتور زكريا عبد الشافي، والذي كان في تلك الفترة منشغلًا بعمله بوزارة الشباب والرياضة. لذلك تسلمنا الراية لأننا جميعًا خريجي فرقة رضا، حيث كنت المشرف الفني في فرقة رضا وحسن كان المدرب الفني للفرقة».
يعد الفرماوي هو المسؤل عن التدريب وإخراج الرقصات واختيار الملابس بمشاركة حسن فاروق.
وضح الفرماوي أن فريق الفلكلور المصري بالجامعة تأسس عام ١٩٧٠، بمساعدة محمود رضا وباقي مؤسسي «فرقة رضا» مثل الفنان الملقب بملك الاستعراضات والفوازير الراحل حسن عفيفي، مستعيرة منها الروح والأصالة.
يطمح الفرماوي لزيادة عدد أعضاء الفريق، لأنه كلما زاد عدد الفريق كلما استطاع تصميم رقصات أكثر تنوعًا وتحسن أداء الفريق نظرًا لتعدد المواهب.
وأكد على أهمية دور فريق الفلكلور بالجامعة حيث أن الفريق يشارك في أغلب احتفاليات الجامعة ويخلق جو من البهجة ويزيد من الألفة بين الطلاب.
أضاف الفرماوي موضحًا فخره بإنجازات فريق الفلكلور في الجامعة حيث قال «تمثل الفرقة الجامعة في مسابقات كبيرة. شاركنا في أكبر مسابقة في مصر وهي مسابقة إبداع وحصلنا على المركز الأول. تشارك فرق كبيرة من كل جامعات مصر في تلك المسابقة، كما تسافر الفرقة سنويًا للمشاركة في مهرجانات دولية مع فرق محترفة».
أوضح الفرماوي أن أكبر التحديات التى تقابل الفريق هي «التنسيق بين مواعيد أعضاء الفرقة لتفادي التأثير السلبي المحتمل على دراستهم. لذلك فهم نادرًا ما يجتمعون في وقت واحد، لكن النتيجة النهائية الظاهرة على المسرح تسعدنا جميعًا».
قالت ليلى بدر إحدى أعضاء الفريق، وهي طالبة في سنتها الأخيرة بكلية إدارة الأعمال، للقافلة أنها انضمت إلى الفريق في أول أسبوع لها في الجامعة لأنها تحب الرقص، ولكن لم تٌتح لها الفرصة لحضور دروس الرقص قبل الالتحاق بالجامعة. لذلك اعتبرتها فرصة عظيمة للقيام بذلك الآن.
قالت بدر«لقد اخترت هذا النوع من الرقص لأنني أحب طريقة تصوير الفلكلور للثقافة المصرية».
تعتقد بدر أن الفرقة تلعب دورًا في عرض الثقافة المصرية على من لا يعرفها، سواء كان ذلك من الطلاب الدوليين أو الأجيال الجديدة البعيدة عن تلك الثقافة.
قالت بدر«اليس لأجيال الناشئة لديها خلفية عن الفلكلور. لا يشاهدون أفلاماً مثل غرام في الكرنك ولا يعرفون فرقة رضا ولا مؤسسيها».
أكدت بدر أن وباء كورونا كان له تأثير على إنتاجية الفريق كما وضحت أنه عندما توقف فريق الفلكلور، توقف تعيين الراقصين. لذلك عندما عادوا من فترة الإغلاق، كان أولئك الذين تم ضمهم من قبل، قد تخرجوا بالفعل.
كما قالت بدر «لقد واجهنا مشكلة في عدد الراقصين والتزامهم، ومع ذلك، فالوضع بدأ أن يتحسن في الفصلين الدراسيين الماضيين ولكننا ما زلنا لا نرتقي إلى معاييرنا المعتادة».
وتطمح بدر أن يشارك الفريق في المهرجانات المحلية بجانب مشاركتهم في الفعاليات الجامعية والمهرجانات الدولية.
تحدثت هايدي عارف، عضوة في فريق الفلكلور وطالبة بقسم الأدب الإنجليزي في عامها الثالث، إلى القافلة عن رحلتها مع الفرقة؛ وكانت قد التحقت عارف بالفرقة في سنتها الجامعية الأولى بعد أن مارست الرقص الفلكلوري لسنوات قبل ذلك.
قالت عارف «أحب الفلكلور، أحب أناقة وانسيابية الرقصات، أحب شكلها وطبعًا أحب الأزياء. رقصات الفلكلور تحكي قصة الموسيقى بلغة الموسيقى، إنه يروق لي أكثر بكثير من أي نوع آخر من أنواع الرقص».
واتفقت عارف مع بدر على أن الجائحة تسببت في مشكلات للفريق ولكنها تطرقت إلى مشكلة أخرى تواجههم وهي قلة الراقصين الذكور.
أضافت عارف «هناك وصمة عار أن الرقص الفلكلوري حكر على الفتيات؛ لأننا عندما نحاول تعيين راقصين جدد يرفضون قائلين: «فلكلور؟ لا هذه رقصة للفتيات».
تعتقد عارف أن للفرقة أهمية ثقافية داخل الجامعة لأنه يجب أن يكون لدينا كمصريين أشكال من الفن تخصنا خاصةً في مؤسسة ذات طابع دولي وداعمة للتنوع الثقافي مثل الجامعة الأمريكية.
وقد أشاد الكثيرون بأداء فرقة الفلكلور في العرض الذي أقيم يوم الأربعاء الموافق التاسع من فبراير ضمن فعاليات يوم الأنشطة بالجامعة.
أعربت تسنيم حاتم وهي طالبة في عامها الأخير بقسم علوم الكمبيوتر، عن إعجابها الشديد بالعرض وبالفرقة نفسها.
كما أبدت إعجابها بمشاهدة فتاة في رقصة التنورة لأول مرة. و ازدادت سعادتها عندما سألت عن كيفية الانضمام للفريق واكتشفت أنه يمكن للخريجين أيضًا أن ينضموا.
عبرت يارا يحيى، طالبة في عامها الأخير بقسم هندسة الكمبيوتر عن إعجابها بالعرض قائلة «أحببت العرض المفعم بالحيوية، فقد كانت كل رقصة مختلفة عن الأخرى. كان الراقصون يبتسمون طوال الوقت وكانت حركاتهم مذهلة وجذابة. كان كل شيء احترافيًا وقد استمتعت حقًا بكل لحظة في العرض».