إمبارح كان عمري عشرين
كتبت: ياسمين نبيل
اختلف عيد ميلادي العشرين اختلافًا تاما عن كل السنوات الماضية. ليس فقط لأنني كنت مصابة بأربع شروخ في العظام في أماكن مختلفة، ولكن لأنني أدركت أنني في بداية مرحلة كنت أنتظرها منذ طفولتي. كنت أنظر للعشرينات أنها بابًا للاستقلال الذي دمت أحلم به. انتظرت العشرينات بكل ما تحمله من حرية، اندفاع، شغب، قرارات، ومغامرات.
ميلت بجسدي لأطفئ شموع كعكة عيد ميلادي وأنا محاطة بأسرتي وأصدقائي وكل من هو قريب من قلبي، غير مبالية لآلام طقطقة فقرات ظهري وضلوعي لما بها من كدمات وشروخ، ميلت وأغمضت عيناي متمنية أن يستمر حماسي مع كل عام يمر من عشريناتي.
مرت الأيام وتمكنت من رؤية الجانب الآخر للعشرينات: رأيتني أنضم لعجلة الحياة التي تمر في لمحة بصر. رأيتني أتمنى أن تزيد ساعات اليوم عن ٢٤. رأيت حماسي في يوم واحباطي في يوم آخر. شعرت بالفخر بإنجازاتي كما تمكنت من مواجهة بعض إخفاقاتي. رأيتني ألهث وراء خطط المستقبل مع محاولات متتالية للسيطرة على الحاضر. وكذلك رأيتني أنتظر عطلة نهاية الأسبوع لأخذ قسطًا من الراحة بعيدًا عن كل هذا الضجيج بالضبط كما كنت أرى “الكبار” يفعلون.
رأيت كيف بدأ أن يعاملني المجتمع بطريقة تبعد كل البعد عما تعودت عليه. بدأت تحليلات من يحيطوا بي لخططي المهنية واختياراتي. كما بدأت أسئلة العمات والخالات عن وجود شخص ما في حياتي وعن خططي المستقبلية “عشان أفرحهم بيا”.
فأصبحت جزء من مجموعات ال“bridemaids” الشهيرة وفساتينهم المتشابهة. رأيت كيف تحولت محادثاتي وخروجاتي اليومية.
رأيتني أكبر! فيستمر هذا الصراع الأبدي بداخلي ولا يمكنني أن أرى نهاية له، فأتسائل من أعطاكم حق تصنيفي في فئة الكبار وأنا على روح الطفلة التي تعيش بداخلي أغار؟