أثر تفشي وباء كورونا على السياحة التعليمية
تقرير: اسماعيل المهدي
بالرغم من إعادة فتح كثير من الدول الحدود الدولية والمطارات لاستقبال المسافرين ورفع الحظر على القادمين لهذه الدول، فلا تزال حالة من الخوف تسيطر على كثير من الراغبين في السفر في أعقاب انتشار جائحة كورونا. فكثير من الأشخاص أعادوا النظر في خططهم٬ والبعض الآخر ألغى فكرة السفر تمامًا وتحولت فكرة السفر لديهم إلى فوبيا الإصابة بالفيروس.
تشكل التخوفات الصحية بالإضافة لكثرة الأوراق والإجراءات الحكومية المطلوبة لاستخراج تأشيرات السفر؛ بعضًا من الحواجز التي قد تحول بين كثير من الأشخاص وقرار السفر، خاصة الطلاب الملتحقين بالجامعات الأجنبية خارج مصر.
مع بداية تفشي وباء كورونا في ربيع ٢٠٢٠، والتغييرات الكبيرة التي صاحبت انتشاره، تعرض العديد من الطلاب الذين كانوا ينوون السفر بهذا الوقت للعديد من التحديات والاحباطات التي أثرت على إمكانية سفرهم. هناك من أجبر على عدم السفر والالتزام بالحجر في بلده مع عائلته وأصدقائه، وهناك من كان أقل حظًا فسافروا قبل غلق المطارات واضطروا للبقاء قيد الحجر والعزل المنزلي في بلاد الغربة بمفردهم.
وتعقيبًا على هذا، عبرت الطالبة سامية عبد الدايم، طالبة بالجامعة الأمريكية٬ قسم الاتصالات التسويقية المتكاملة (IMC) عن تجربتها بالسفر خلال هذه الفترة وقالت: “مررت بتجربة قاسية فقد تم تطبيق الحجر المنزلي بعد وصولي مباشرة إلى برشلونة، الأمر الذي اضطرني للبقاء حبيسة البيت طوال هذه الفترة مع أشخاص أكاد لا أعرفهم، وقد كان أهلي في حالة قلقٍ شديدٍ علي حينها فلا هم قادرون على السفر لي ولا أنا قادرة على العودة لوطني. فأصبح الحجر المنزلي بمثابة سجن لي ولم يخفف عني سوي ساعات الدراسة عبر الانترنت التي كنت أقضيها في المنزل.”
تجربة عبد الدايم ليست الوحيدة، فهناك الكثير من الطلاب الآخرين الذين مروا بمواقف مماثلة اضطرتهم لمراجعة خططهم للدراسة بالخارج، فقد كانت بعض التجارب مريرة والتي أدت إلى تخوف عدد من الآباء والأمهات ومعارضتهم لفكرة السفر.
عبد الوهاب كوته، طالب بالسنة النهائية بقسم الاقتصاد بالجامعة، اضطر أيضا إلى إلغاء سفره في آخر لحظة للدراسة رغم الإجراءات الكثيرة التي اضطر لإتمامها من أجل القبول والالتحاق بالجامعة بالخارج.
قال كوتة: “كانت التجربة شاقة فقد استغرق استخراج الأوراق الحكومية مثل تصريح السفر وأوراق الجامعة وحجز السكن ودفع مصاريف الجامعة وغيرها وقتًا طويلا مني، وللأسف بعد كل ذلك تم إلغاء السفر واضطررت إلى التعلم عبر الإنترنت. ولا أود تكرار التجربة مرة أخرى.”
أضاف يوسف عبد القادر، قسم إدارة الأعمال ويدرس الآن في جامعة برايتون بإنجلترا: “سافرت بداية الفصل الدراسي لشتاء ٢٠٢٠، وبعد شهرين من وصولي بدأ تطبيق الحجر الصحي لدينا في إنجلترا، وحينها أصبت بفيروس كورونا، وللأسف في تلك الفترة كانت المعلومات الصحية عن الفيروس قليلة وغير كافية مما جعل أسرتي تعيش فترة صعبة للغاية، مع تخوف العديد حينها من خطورة فيروس كورونا وصعوبة النجاة منه بعد الإصابة. وخلال فترة العلاج، اضطررت للخضوع للعزل والعلاج بمفردي، وعندما تم فتح المطارات تدريجيا عانيت للحصول على تذكرة عودة لمصر حتى أنني حصلت عليها بأضعاف ثمنها الأصلي، وعندما وصلت إلى مصر، كان على الخضوع للحجر الصحي وفي الحقيقة لم أستفد كثيرا من هذه الرحلة نظرا لمرضي وانشغالي بأسرتي”.
وبرغم كل تلك المعاناة في المرة الأولي إلا أن عبد القادر عندما أتيحت له فرصة السفر مجددًا للدراسة لم يتردد وتمكن من تجاوز تلك التجربة الصعبة.
اختتم عبد القادر قائلا: “أدعو كل من يخطط للسفر أن يقدم على هذه التجربة فقد استفدت منها تعليميا وزدت خبرة بالحياة ونضج من خلال المسؤولية في العيش بمفردي في مجتمع غريب، وأعتقد أنه الآن مع انتشار اللقاحات وسهولة إجراء المسحة فقد أصبح الوضع أقل تعقيدًا.”
وعلى غير المتوقع، أوضحت السيدة بانسيه عبد الغني، مسئول أول بمكتب الدراسة بالخارج Senior Officer at Study Abroad Office، أن بعد إعادة فتح الجامعات أبوابها بالخارج فقد ارتفع بشكل كبير أعداد الطلاب المتقدمين للسفر للالتحاق بالجامعات خارج مصر خلال هذه الفترة مقارنة بفترة ما قبل الوباء، فقد زاد عدد الطلاب من ٧٠ طالبا خلال ربيع ٢٠٢٠ إلى ١٥٥ طالبًا لربيع ٢٠٢٢.
أوضحت السيدة بانسيه السبب وراء زيادة أعداد الطلاب بهذا الشكل بقولها: “يسعى الطلاب للحصول على الخبرة وخوض التجربة وتحمل المسؤولية مبكرا خاصة بعد تأكدها من عودة الدراسة وجهًا لوجه بالجامعات.”
عقبت عبد الغني أن السبب في قلة عدد الطلاب المتقدمين في بداية الوباء كان بسبب خوف الأهل على أبنائهم من الإصابة بفيروس كورونا في الغربة بالإضافة لتعدد وتعقيد الإجراءات الاحترازية حينها للدخول إلى البلاد الأجنبية.