الصحة النفسية بمجتمع الجامعة الأمريكية بالقاهرة
تقرير: حبيبة الصفدي
@habibaelsafady
كان العام الماضي مليئًا بالمفاجآت لمجتمع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تأثر كلا من أعضاء هيئة التدريس والطلاب بالجامعة بسبب كثير من التغيرات المفاجئة التي أثرت على صحة العديد من الأفراد.
كانت جائحة Covid-19 بداية تلك التغيرات، فنظرًا للقيود الصحية وضمان سلامة مجتمع الجامعة، تحول نظام التعليم إلى التعلم عن بعد عبر الإنترنت لمدة ثلاثة فصول دراسية متتالية.
كانت تجربة جديدة ومختلفة لمعظم مجتمع الجامعة. ولهذا السبب وجد العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب صعوبة في التكيف مع النظام الجديد لإجراء المحاضرات عبر تطبيق زووم. مع ذلك، وجد آخرون أنه الأسهل ووجدوا أن العودة إلى الطبيعة تمثل تحديًا.
قال نبيل صليبي، كبير المديرين لمركز رفاهية الطلاب، للقافلة: “أثناء الوباء، لم يكن لدينا أي فكرة عما يمكن توقعه، أو عما سيحدث، أو ما إذا كان سينتهي. كل هذه الأسئلة خلقت حالة من التوتر والقلق وأثارت أي شخص لديه استعداد للإصابة بأي مشكلة تتعلق بالصحة النفسية ليصبح أكثر عرضة لتطويرها. كان على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس التعامل مع اضطراب جداولهم العادية، والتكيف مع ثقافة افتراضية جديدة، والقلق بشأن عائلاتهم وأحبائهم.”
لحسن الحظ، خلال الوباء، قام مركز رفاهية الطلاب بتحويل جلساته عبر الإنترنت من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات لمجتمع الجامعة الأمريكية.
أضاف صليبي: “التغيير دائمًا مرهق ومع كل تغيير، نحتاج إلى تعلم كيفية التكيف والتأقلم مرة أخرى. على الرغم من أن بعض الأشخاص أكثر مرونة وأسرع من غيرهم في التكيف مع التغيير، إلا أن عددًا كبيرًا يحتاج إلى الدعم. من المثير للاهتمام، بعد الإغلاق والانتقال إلى العالم الافتراضي، وجدنا أن العديد من الطلاب يجدون صعوبة في العودة إلى الحياة الاجتماعية الطبيعية ويشكون من أنهم فقدوا بعض مهاراتهم الاجتماعية خلال فترة التعلم عن بعد. “
أوضحت إيمان مجاهد الأستاذة في قسم التجارة، للقافلة: “في البداية، كان الطلاب متحمسين جدًا للرجوع للحرم الجامعي حيث كان معظمهم ينتظر العودة لأكثر من عام. بدء الفصل الدراسي بمزيد من الإثارة، لكن لاحظنا أن الطلاب أصبحوا غير معتادين على حضور المحاضرات داخل الجامعة بعد عام ونصف من الدراسة من المنزل ومعظمهم يتعبون.”
وفقًا لمركز رفاهية الطلاب، كان لدى مجتمع الجامعة الأمريكية بالقاهرة مشاعر واهتمامات مختلطة فيما يتعلق بالعودة إلى الدراسة بالحرم الجامعي؛ لقد أثر ذلك على الصحة العقلية والنفسية لكل فرد بشكل مختلف. هنا حيث ساعدت اللقاحات والتدابير الوقائية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من الناحية النفسية، فقد جعلتهم يشعرون ببعض الاطمئنان على الموقف مما دفعهم لمحاولة العودة إلى حياتهم الطبيعية.
قالت يارا المصري، أستاذة من قسم البلاغة: “على المستوى الشخصي، أجد صعوبة بالغة في التدريس باستخدام الكمامة. هناك ضغط واضح على صوتي وتنفسي وهو أمر غير مريح على الإطلاق.”
وضح مركز رفاهية الطلاب أنه منذ العودة إلى الحرم الجامعي، يتزايد الطلب على خدمات الصحة النفسية حيث يتعامل الأفراد مع عدم اليقين والقلق. بالإضافة إلى ذلك، وجد أن الكثير من الناس يأخذون وقتًا لإعادة التكيف مع ما كانت عليه الأمور قبل الوباء.
وعلى الجانب الآخر وجد البعض أن التحول المفاجئ إلى التعليم عبر الإنترنت أسهل ووجدوا أن العودة إلى الوضع الطبيعي تمثل تحديًا لأنهم اعتادوا على النظام الجديد حيث أصبح أمرًا طبيعيًا.
قال علي يوسف، طالب في تخصص التجارة، للقافلة: “أتذكر أنني شعرت بالقلق عندما سمعت أن الجامعة ستعود للتعلم وجهًا لوجه. اعتدت على التعلم عبر الإنترنت حيث أن فكرة الاضطرار إلى المشاركة في الفصول والتواصل الاجتماعي جعلتني قلق على الرغم من أنها لم تتطلب أي جهد في الماضي.”
تقدم الجامعة المساعدة لمجتمعها من خلال العديد من الموارد المتاحة مثل مركز رفاهية الطلاب وعيادة الجامعة وعيادة التدريب على علم النفس.
وضح صليبي: “التكيف مع الواقع ليس عملية أمرا نمطيا ويختلف من شخص لآخر. يجب على المرء أن يتذكر دائما؛ إذا شعرت أنه من الصعب عليك القيام بذلك بمفردك، أو إذا كان هناك أي شيء يمنعك من أداء واجباتك أو مهامك اليومية، فمن الطبيعي تمامًا طلب المساعدة من متخصصين. نحن هنا لدعمكم.”