مركز تميز المياه .. أمل محاربة الفقر المائي في مصر
تقرير: عبدالرحمن رضوان
تخوض مصر مرحلة قاسية من الفقر المائي، طبقًا لرئاسة الوزراء المصرية، ومع التهديدات الخارجية للأمن المائي المصري بسبب سد النهضة، يأتي مركز التميز بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لمكافحة العجز المائي؛ مستهدفًا تدريب كوادر علمية لها القدرة على إيجاد بدائل جديدة للعمل بهندسة المياه.
يُعرَف الفقر المائي -طبقًا لمنظمة الأمم المتحدة- بندرة وجود المياه المستهلكة في الأنشطة اليومية من قِبل الأفراد في دولة ما، نتيجة وجود عوامل بيئية أو جغرافية تحول دون ذلك.
وعلى إثره، افتُتِح مركز تميز المياه بالجامعة في فبراير عام ٢٠١٩، وذلك بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بميزانية ٥٠ مليون دولار، وتأسَس بجامعة الإسكندرية في البداية، ويستهدف المركز تشجيع الجامعات الحكومية للعمل في مجال هندسة المياه.
يؤكد الدكتور ياسر الشايب، مدير مشروع مركز التميز للمياه بالجامعة، أن المركز من شأنه تطوير المناهج التعليمية، وآليات البحث العلمي، وطرق الاستثمار والصناعة في مجال المياه.
هناك العديد من الأنشطة على طاولة المركز، منها الاستثمار في الطلاب في جامعاتٍ مِصريةٍ مُختلفة، وفي هذا الصدد يضيف الشايب: “لدينا الآن مائتا طالب في مرحلة البكالوريوس يدرسون في جامعات عين شمس والإسكندرية والزقازيق.”
ويعمل المركز مع العديد من الجامعات الحكومية مثل جامعتي الإسكندرية وعين شمس لتطوير المناهج الدراسية والبحث العلمي، كما يستهدف تشجيع الطلاب على التخصص بهندسة المياه في مرحلتي البكالوريوس والماجستير عبر منح دراسية كاملة تُغطي مصاريف الدراسة وبدلات السكن وراتب شهري لكل طالب.
تتضمن أجندة المركز تمويل المشاريع البحثية التطبيقية للعمل على مشاريع تحلية المياه والعمل على الصناعات المتعلقة بالمياه المختلفة، حيث يشجع المركز المشاريع البحثية القائمة على تحسين جودة المياه ويقوم بتمويل تلك المشاريع.
أضاف الشايب أن تمويل تلك المشاريع قد يصل إلى أكثر من ٢٥٠ ألف دولار، ويوجد العديد من نُظم التمويل الأخرى التي تتضمن طلاب دراسات عليا.
كما يعمل المركز على ورش عمل وتبادل للدارسين مع جامعة تمبل بالولايات المتحدة الأمريكية (Temple University) للتدريب على الآلات المستخدمة لتحسين جودة المياه والعمل على نُظم إدارة محطات المياه والتحلية المائية.
فوفقًا للشايب، المعايير العالمية تحدد نصيب الفرد الذي يحتاجه من المياه سنويًا٬ “المعايير العالمية تصف أن الشخص يحتاج لحوالي ألف متر مكعب من المياه سنويًا، ومصادر مصر من المياه تتمثل في حوالي ٦٢ مليار متر مكعب، بينما تمثل الكتلة السكانية أكثر من مائة مليون؛ وهنا يكمن الفقر المائي، كما أن أزمة سد النهضة ستضخم المشكلة، لكن، مع الآليات الجديدة، نرجو أن يكون الحل في أيدي خريجي المشروع.”
قال الشايب أن عملية تحلية المياه المالحة تستهلك طاقة كبيرة جدًا، مما يشكل عائقًا كبيرًا في تلك الصناعة، أما العائق الآخر، فيتمثل في التكنولوجيا المُستخدمة؛ حيث يتم استيراد معظم المواد المُستخدمة في الصناعة من الخارج مما يزيد التكلفة الإجمالية.
والجدير بالذكر أن الحكومة المصرية صرحت في مايو الماضي أنها تستهدف إنشاء ٩٠ محطة تحلية مياه جديدة لتغطية العجز المائي، وتلبية احتياجات السكان مما سيزيد إنتاجية مصر من المياه بمقدار ٢.٨ مليار متر مُكَعَب يوميًا.
يأمل الشايب أن يوفر المركز فرصة لمصر لتتجاوز تلك الأزمة، فإن تزويد الطلاب الآن بآليات العمل على مشاريع المياه، سيوفر لاحقًا نموذجًا متكاملًا من إدارة وصناعة وريادة أعمال لتعزيز بيئة متكاملة بأيادي مصرية كاملة، ويضيف أن مصر لا تستطيع تكرار تجربة الخليج في تحلية المياه على سبيل المثال، فالطاقة متوفرة في تلك الدول عن طريق الوقود، ولكنّ مصر تحتاج للطاقة المتجددة لضمان نجاح التجربة في مصر.
قامت الجامعة بمجهودات عديدة فيما يتعلق بالاستدامة، وبالتالي أصدرت العام الماضي تقريرًا لأنشطة الجامعة عن التنمية المستدامة، والذي تضمن العديد من المراكز البحثية والأنشطة التي تهدف للحفاظ على البيئة من خلال التوعية والبحث في ذلك المجال، بالإضافة إلى مجهودات مركز التميز في المياه كمركز يعمل على الحفاظ على المياه والتوعية بأهمية هندسة المياه.
وفي هذا الصدد، قالت سحر الغندور، مديرة مركز الاستدامة بالجامعة: “مركز التميز في المياه له مجهوداته الخاصة في التوعية المائية والاستدامة، مما جعله عنصر أساسي في تقريرها السنوي للاستدامة”.