من حلم إلى حقيقة
تقرير: حبيبة الصفدي
@habibaelsafady
الصورة: نور رزق من تصوير أحمد كمال
تمكنت نور رزق من تحقيق حلمها كواحدة من أشهر وأصغر فناني التجميل في مصر، فابنة الواحد والعشرين والطالبة في السنة الأخيرة بقسم الفنون الجميلة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة متأثرة بحبها للمكياج منذ طفولتها.
بدأت رزق الدخول في عالم التجميل منذ صغرها، وظهر هذا في حبها للرسم على الوجوه، وشعورها بالمتعة الطاغية عند الذهاب للجيران ومشاهدة المكياج بسبب عدم اهتمام والدتها وأختها بالمكياج.
“مكياج” كانت الكلمة التي ترددها رزق دون أن تعلم معناها عند سؤال والدها لها “ماذا تريدين أن تصبحي عندما تكبرين؟، وهذا جعل والدها يشتري لها أول أحمر شفاة عندما كانت تبلغ ستة سنوات ومن فرط سعادتها، كانت تضعه بجانبها أثناء نومها.
قالت رزق عندما سُئلت عن سبب نجاح صفحتها على الانستجرام: ” بصراحة، أنا مدينة بكل شيء لأصدقائي، كنت في الرابعة عشر من عمري عندما أنشأت صفحتي ولم أكن أتخيل مطلقًا أنني سأنجح بهذه السرعة خاصة لكوني صغيرة جدًا.”
في سن السابعة عشر انتقلت رزق إلى مرحلة جديدة في حياتها عندما طُلب منها لأول مرة وضع مكياج للفنانة المشهورة كارولين عازمي ومن هنا بدأت تحظى بالشهرة في الوسط الفني.
تعبيرًا عن سعادتها بهذه الخطوة، قالت رزق للقافلة: “شعرت بالسعادة والحماس لأنني اثبتت نفسي وشعرت أن هذه كانت خطوة كبيرة إلى الأمام في مسيرتي المهنية التي فتحت لها العديد من الأبواب.”
حصلت رزق على ٤٦.٣ ألف متابع على الصفحة الخاصة بها على الانستجرام التي تقوم بنشر أعمالها عليها وقد ساعدت الصفحة على اكساب رزق شهرة واسعة.
كان لرزق تأثير إيجابي على مساعدتها ملك خالد التي تبلغ من العمر واحد وعشرين عامًا وتدرس في جامعة مصر الدولية حيث وضحت خالد أنها تعلمت الصبر والمسؤولية خلال رحلة عملها مع الأولى.
أوضحت خالد: “كنت أرغب في اكتساب المزيد من الخبرة والمعرفة في مجال التجميل وأعتقد أنه لا يوجد أحد أفضل من نور يساعدني على اكتسابها.”
وأضافت أن معرفتها برزق جاءت بعد نشر الأخيرة عن احتياجها لمساعدة في العمل من خلال صفحتها على الانستجرام، وهنا قررت خالد التقديم وخوض التجربة لتستفيد من خبرة رزق.
ومن الطبيعي أن يبدأ كل طريق عمل ببعض الصعوبات والتحديات ولكن حب رزق تجاه التجميل وعملها جعلها حريصة على أن تثبت نفسها في هذا المجال وتميزت بقدرتها على الاختلاف وتخطت كل هذا بنجاح.
شرحت رزق: “اعتدت أن أكون شخصًا خجولًا ومنطويًا، وكانت فكرة مقابلة أشخاص جديدة تصيبني بالقلق، ولكن وظيفتي أجبرتني على تغيير هذا وأصبح من الطبيعي بالنسبة لي أن أقابل أشخاصًا جدد أقوم بالتعامل معهم دون خجل أو توتر.”
أضافت رزق أنها عانت من حقيقة أنها بدأت في سن مبكر لأن العمل بدأ في التأثير على حياتها الاجتماعية منذ أن كانت في المدرسة، ولم يكن لديها وقت للخروج والاستمتاع مثل أصدقائها
وعندما سئُلت رزق عن أعمالها المستقبلية، قالت أنها تطمح إلى دراسة المكياج السينمائي أو sfx والأطراف الصناعية وتتمنى أن تتخصص في مجال مكياج السينما.
وأوضحت رزق: “أخطط للدراسة في مدرسة مكياج السينما في لوس أنجلوس بعد التخرج والعمل هناك في صناعة السينما، أتمنى العودة إلى مصر وتحويل وتطوير مكياج sfx في صناعة السينما لدينا؛ لأنه يحتاج إلى مزيد من العمل في مصر ولا يوجد عدد كافٍ من الأشخاص الذين يركزون عليه.”
من هوايات رزق بجانب التجميل ركوب الدراجات والرسم والتلوين التي تمارسه منذ سبع سنوات والتطوع لمساعدة الأطفال.
وحتى الآن لا تتوقف رزق عن محاولات تطوير نفسها لإبراز اختلافها وتفرّدها في هذا المجال.