رفض بعض الطلاب الإبلاغ عن الأعراض
تقرير: نوران عبدلله
منذ بداية الفصل الدراسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والموافق الخامس من سبتمبر ٢٠٢١، سجلت الجامعة ٢٠٣حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد وذلك مع التشديد بالالتزام بالإجراءات الاحترازية ومن أهمها الحجر الصحي لمن يظهر عليه أعراض.
تلزم الجامعة الطلاب الخضوع للفحص الذاتي يومياً للسماح لهم بالدخول للجامعة حيث يجيب الطلاب على أسئلة خاصة بأعراض فيروس كورونا. وفي حالة تأكيد الطالب ظهور أية من الأعراض يتواصل معه أحد ممثلي العيادة للخضوع إلى فحص كورونا واجباره على أسبوع من الحجر الصحي.
وعلى إثره، تم رصد أن بعض الطلاب يرفضون الإبلاغ عن بعض الأعراض، خوفاً من الخضوع للعزل المنزلي والتخلف عن المحاضرات.
علقت دينا عادل، طالبة بقسم عمارة، للقافلة: “عندما شعرت ببعض الأعراض، تواصلت مع العيادة وطلبوا مني إجراء فحص الكورونا. وعندما ظهرت المسحة سلبية، طلبوا مني الخضوع إلى عزل منزلي لمدة إسبوع. هذا ليس عدلاً لأنني سأتخرج هذا الفصل الدراسي وقد فاتني الكثير من المحاضرات.”
أضافت عادل أن صديقتها لم ترغب في الإبلاغ عن أعراضها لأنها لم ترغب في البقاء بالعزل المنزلي لمدة أسبوع، وبدلاً من ذلك قامت بعمل مسحة خارج الجامعة للتأكد من عدم إصابتها بفيروس كورونا وبالفعل استمرت بالحضور كأن شيئًا لم يكن.
قال حسن عزازي، رئيس قسم الكيمياء ورئيس اللجنة العلمية الخاصة بالتصدي لفيروس كوفيد-١٩معلقًا، “يجب علينا كمجتمع أن نتمتع بآداب الصحة؛ الشجاعة، المسئولية، العاطفة والأمانة لنتجاوز هذا الوباء مع المحافظة على كفاءة العملية التعليمية. فآداب الصحة تلزمنا بالإبلاغ عن الأعراض”. وأكمل حديثه موضحًا أن طلاب الجامعة في نهاية الأمر ليسوا الشريحة الرئيسية المهددة من الفيروس، بل السن الأكبر المخالطين لهم وخاصة من لديهم أمراض مزمنة. ويجب ملاحظة أن التطعيم وإن كان يقلل من نسبة حدوث مضاعفات خطيرة إلا أنه لا يقي الشخص من العدوى أو احتمال نقلها للآخرين .
فوفقًا لعزازي، الجامعة، رؤساء الأقسام والأساتذة في أتم الاستعداد لمساعدة الطلاب في فترة العزل وخاصًة إذا تزامنت مع فترة الامتحانات؛ مشيرًا إلى أن الصحة العامة أهم شئ في وقتنا هذا.
قالت الطالبة م.ع: “أعتقد أن الطلاب يترددون في الإبلاغ عن أعراضهم لأنهم سمعوا قصص أصدقائهم عن العزل المنزلي حتى لو كانت نتيجة المسحة سلبية.” واضافت انها تخاف من الإبلاغ عن أعراضها خوفاً من الخضوع إلى عزل منزلي. فعندما شعرت بالأعراض أجرت المسحة خارج الجامعة على حسابها الشخصي. منوهًة أن الأعراض التي شعرت بها لم تكن من الخيارات المذكورة في الفحص الذاتي.
وأضافت قائلة” أعتقد أنه يمكن حل هذه المشكلة من خلال متابعة الجامعة للطلاب بدلاً من مجرد إلزام الطلاب بالبقاء أسبوع في العزل. يجب أن تكون هناك متابعة شخصية للطلاب. يمكنهم أيضًا التركيز على الإجراءات الوقائية أكثر من التركيز على حالات الإصابة فقط.”
صرح الدكتور باسم جميل، مدير عيادة حرم الجامعة بالقاهرة الجديدة، أنه بعد أن يبلغ الطلاب عن الأعراض يتم التحقيق في حالة كل طالب بعد الإبلاغ عن أعراضهم ومن ثم يقوم الفريق المختص في العيادة بثلاثة أشياء؛ أولها أن الحالة تحتاج إلى عزل ومن ثم التواصل مع ممثلي التأمين الصحي الخاص بهم وأخيرًا إجراء المسحة. وأضاف أن كل حالة تختلف عن الأخرى؛ فبعض الحالات التي يتم الإبلاغ عنها تؤكد أعراضهم الإصابة بفيروس كورونا في حين ظهور النتيجة سلبية، فهنا يجب عزل الحالة لمدة ١٤ يومًا من تاريخ الاختبار ويمكن لهم خلالها طلب المشورة الطبية.
وأضاف جميل “بعد ١٤ يومًا من الإصابة، عليهم إجراء الاختبار مرًة أخرى. أما بالنسبة للأفراد المخالطين لشخص مصاب، فيجب عزلهم حتى تظهر نتيجة الاختبار سلبية ويمكنهم العودة بعد أسبوع واحد. وفيما يتعلق بالطلاب الذين تظهر عليهم الأعراض ويكون فحص كورونا الخاص بهم سلبيًا، فيتم عزلهم لمدة أسبوع أيضًا أو حتى تتحسن الأعراض ولا يلزم إجراء مسحة أخرى لأن الأولى كانت سلبيًا.”
وردًا على شكوى بعض الطلاب أن التأمين الصحي الخاص بالجامعة لا يغطي تكاليف الاختبارات في حال ظهور المسحة سلبية، أجاب دكتور جميل، “لا تغطي معظم شركات التأمين النفقات إذا كانت المسحة سلبية ولكنها على الأقل تغطي نفقات العلاج.”
ووجه دكتور جميل كلمة أخيرة للطلاب “أهم شيء هو الالتزام بالقواعد مثل التباعد الاجتماعي والالتزام بالكمامة والامتثال للإجراءات الاحترازية لأنها أفضل طريقة للبقاء في الحرم الجامعي. نحن نتفهم مدى صعوبة العزل ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية مجتمع الجامعة.”