الكمامة وشبح العودة للأونلاين
تقرير: سماء حسام
مع كل صباح، ينطلق الطلاب مرتدين الكمامة من المنزل في خطوات مسرعة من أجل اللحاق بأتوبيس الجامعة، بضع ثوان قد تكون الفارق الذي يحول بينهم وبين الحصول على مقعد في الأتوبيس المكيف الذي يزيل عنهم متاعب قيادة السيارة، أو طلب رحلة أوبر بسعر يضاعف ثمن تذكرة الأتوبيس.
فمنذ بداية جائحة الكورونا وإعلان عودة الدراسة في الحرم الجامعي تنوه الجامعة الأمريكية بالقاهرة على ضرورة ارتداء الكمامة في الحرم الجامعي وداخل اتوبيسات الجامعة أيضًا كإجراء احترازي للحد من انتشار الفيروس، وبالرغم من الجهود المبذولة للتذكير بأهمية ارتداء الكمامة، إلا أن بعض الطلاب لم يلتزموا كليًّا بالتعليمات المطلوبة.
سجلت الجامعة ٨٣ حالة كورونا جديدة خلال الأسبوع الماضي، من بينها ٥٨ طالبًا، و٢٢ من العاملين و٣ أساتذة. وبذلك ترتفع نسبة الإصابة بالفيروس مقارنةً بالأسبوع الماضي الذي نتج عنه ٦٤ حالة، من بينها ٤٥ طالبًا، و١٩ من العاملين بالجامعة، دون تسجيل أي حالات جديدة للأساتذة، طبقًا للوحة معلومات مجتمع الجامعة الخاصة بمدى انتشار فيروس كورونا.
وبالرغم من الإجراءات التي تتبعها الجامعة للحد من انتشار الفيروس، تباينت ردود أفعال الطلاب حول مدى تطبيق الإجراءات أثناء وجودهم بالحرم الجامعي أو ارتياد الأتوبيس.
أعربت فاطمة فؤاد، طالبة بالفرقة الثالثة قسم علوم سياسية، أن الخط الحادي عشر لأتوبيسات الجامعة، والذي يربط بين الجامعة ومنطقة غمرة، يتميز بعدم اتباع إجراءات تباعد اجتماعي بين الركاب، خاصة بعد تقليل عدد الأتوبيسات بهذا الخط، وعدم وجود أماكن شاغرة للحد من التقارب الاجتماعي، وإلغاء بعض مواعيد الرحلات مثلما اعتادت قبل انتشار كورونا على حد قولها.
وعن الالتزام بارتداء الكمامة أثناء الرحلة، أشارت فؤاد إلى أن الركاب غير ملتزمين بهذا الإجراء الاحترازي؛ نظرًا لخلع الكمامة بعد تحرك الأتوبيس بالرغم من ارتدائها عند دخولهم وخروجهم منه، وأرجعت السبب إلى اعتياد الركاب انتشار كورونا بالإضافة إلى اطمئنانهم لفعالية اللقاح.
“عندما ركبت الأتوبيس الصغير بالخط الثاني عشر المتجه إلى منطقة التحرير، وجدت تباعدًا اجتماعيًّا مثلما أجده كل يوم، ولكن عندما جاءت فتاتان للركوب وكان يجب الإخلال بإجراءات التباعد الاجتماعي، أخبرها أحد موظفي الجامعة أن تجلس بجانب أحد الركاب، مبررًا أنها تلقت اللقاح وذلك يحد من نسبة الإصابة بفيروس كورونا” هكذا وصف عبد الله سيد، طالب بالفرقة الأولى يخطط للاختصاص بقسم الاتصال التسويقي المتكامل، أحد المواقف التي استوقفته أثناء ارتياده الأتوبيس.
ولكن استطرد سيد أنها الوسيلة الوحيدة للمجيء إلى الجامعة خاصة أن الأتوبيسات الخارجية متكدسة بالركاب الذين لا يتبعون الإجراءات الاحترازية على الإطلاق.
أوضحت طالبة بالفرقة الثالثة بكلية إدارة أعمال، أن الجامعة تتبع كافة الإجراءات الاحترازية مثل اختبار الأجسام المضادة لفيروس كورونا، ووجود عبوات الكحول في مناطق متفرقة بالجامعة، بالإضافة إلى إنشاء منصة لحجز أماكن داخل المكتبة؛ لكي يحافظوا على التباعد الاجتماعي.
وأضافت أن بعض الأفراد داخل الحرم الجامعي لا يلتزمون بارتداء الكمامة خاصة في ساعة الأسمبلي والأماكن المفتوحة مما سبب لها شعورًا بالقلق والخوف، محذرة إياهم بضرورة ارتداء الكمامة لكيلا يعودوا إلى الدراسة إلكترونيًّا، لكن لا أحد يستجيب على حد قولها.
وتابعت حديثها قائلة: “أحيانًا أشعر برغبة في نزع الكمامة بسبب ضيق التنفس، ولكنني أخاف أن أخلعها حتى في الأماكن المفتوحة بسبب الزحام، أما داخل الفصل فلا يستطيع أحد خلعها بسبب تشديد الأساتذة على ارتدائها، وإذا قام أحد بخلعها سرعان ما يقوم الأساتذة بالتنبيه على ضرورة ارتدائها.
صرح الأستاذ أحمد طُلبة، رئيس قسم الإدارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومسؤول جدولة الفصول وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في الفصول، أن القسم حرص على توزيع الفصول على ساعات الدوام الدراسي بعدد منتظم لكل ساعة، “فمثلًا أبلغنا كل كلية بعدد معين من الفصول للساعة ١٠ صباحًا وأخرى الساعة ١١ونصف صباحًا، لذلك سنجد العديد من الفصول في الساعة الخامسة مساءً وأخرى أيام السبت والثلاثاء”.
وأكد طُلبة أن ٨٨ في المئة من الطلاب تلقوا لقاح كورونا، وتلك نسبة كبيرة إذا وضعنا عدد الطلاب تحت سن الـ ١٨ في عين الاعتبار، ويرجع ارتفاع النسبة إلى تنظيم الجامعة ثلاث دورات لتلقي اللقاح داخل الجامعة، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان.
وعن دور العيادة في تطبيق الإجراءات الاحترازية، كشف أحمد عبد المؤمن، طبيب معالج بمكتب الخدمات الصحية بالجامعة الأمريكية، أن نتيجة الاختبار الذاتي للكشف عن أعراض كورونا يُحول تلقائيًّا إلى الفريق الطبي، وإذا تبين أن الفرد يعاني من أي عرض لا يُسمح له بالدخول إلى الحرم الجامعي، ويتواصل معه أحد أعضاء الفريق من أجل القيام باختبار PCR أو اختبار الأجسام المضادة السريع، وطبقًا للنتيجة، تقرر العيادة عزل الأفراد أو السماح لهم بالعودة.
“نحاول قدر المستطاع توفير الموارد التي تحقق أفضل ممارسة للإجراءات الاحترازية، وذلك من خلال الكمامات والكحول والتباعد الاجتماعي، وإذا زادت أعداد المصابين بفيروس كورونا داخل الجامعة فسوف نعود للدراسة عن بعد، لذلك يناشد العديد من أفراد الأمن بضرورة ارتداء الكمامة خاصة ساعة الاسمبلي، وذلك عن طريق ميكروفونات” هذا واضح عبد المؤمن نتائج عدم اتباع الإجراءات الاحترازية خاصة بعد ازدياد عدد المشتبه بهم من ٤٠ إلى ٥٠ حالة، ويتبين إصابة من أربع إلى خمس حالات إيجابية يوميًّا.