بعد غياب عام ونصف عن الحرم الجامعي: الطلاب بين القلق والسعادة
تقرير: نوران صالح وعبد العزيز أبو الخير
@nouranyasser162 @azizkheir
أثار خبر رجوع طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى الحرم الجامعي٬ بعد غياب سنة ونصف٬ الحماس بين العديد من الطلبة ولكنه أثار القلق والاضطراب بين البعض الآخر.
هناك عدد من الطلبة شعروا بالتوتر عندما علموا بخبر تغيير نظام التعليم عن بعد والرجوع إلى التعليم وجهِا لوجه والأسباب تضمنت الخوف من التلقيح نفسه٬ وقلق من عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
صرحت علا مرسي، رئيسة المسؤولين الإكلينيكيين بمركز صحة الطلبة بالجامعة، بأن اضطراب القلق الاجتماعي هو أحد أكثر أنواع الاضطرابات انتشارًا. وأكدت أن القلق الاجتماعي لم يزد منذ انتشار فيروس كورونا ولكن الأشخاص الذين كانوا عرضة للقلق الاجتماعي هم الذين تضرروا بسبب التعليم عن بعد وعدم التواصل اليومي مع اصدقائهم او أساتذتهم بالاضافة الى ان العديد من هؤلاء الطلبة كانوا يفضلون عدم فتح الكاميرات مما شجعهم للانعزال.
أضافت مرسي، “الأشخاص الذين كانوا يعملون على مهاراتهم الاجتماعية ويواجهون مخاوفهم ويتحدون أنفسهم ليصبحوا اجتماعيين أكثر، بعد أن تم عزلهم لمدة عام ونصف، جعلهم ينتكسون إلى حالتهم الأصلية”.
صرحت مرسي أن عددًا من الطلبة الذين دخلوا الجامعة في ربيع ٢٠٢٠، تعرضوا لصعوبات لأنهم كانوا يتعرفون على طلبة جدد، ثم تحول نظام الجامعة للتعليم عن بعد مما جعلهم يشعروا بخوف شديد من البدء مجددًا.
استطردت مرسي: “هناك بعض الأشخاص يميلون للانطوائية ويفضلون أن يكونوا بمفردهم على أن يكونوا في بيئة اجتماعية، ويحتاج هؤلاء الأشخاص إلى بعض الانتعاش عندما يتعلق الأمر بمهاراتهم الاجتماعية”.
نور الدسوقي، طالبة في السنة الرابعة بقسم العلوم السياسية، تفضل التعليم عن بعد لأنها تشعر دائمًا بالقلق الصحي وهو اضطراب نفسي يصيب الشخص المضطرب بالقلق الشديد من احتمالية الاصابة بالأمراض ومع انتشار فيروس كورونا كان شيء مقلق للغاية بالنسبة لها.
قالت الدسوقي: “كان اليوم الأول من الدراسة صعبًا بالنسبة لي٬ لأن الخروج من المنزل والإعداد النفسي لتحمل يوم طويل من الدراسة بعد عام ونصف من التعليم عن بعد كان أمرا صعبا”
أضافت أن التعليم عن بعد كان له عدة مميزات مثل الاستماع إلى المحاضرات المسجلة والتواصل مع الأساتذة عن طريق البريد الإلكتروني دون الاضطرار للذهاب للجامعة.
وعلى الصعيد الآخر عبرت ميرا ناصر، طالبة في السنة الثالثة بكليتي العلوم السياسية وعلم النفس، عن مدى معاناتها أثناء التعليم عن بعد عندما تعلق الأمر بالقلق الاجتماعي.
وضحت ناصر: ” التعليم عن بعد والعزلة التامة جعل كل شيء أسوأ بكثير. ففي كثير من الأحيان لم يكن لدي الشجاعة لفتح الميكروفون والتحدث.”
صرحت ناصر أن على الرغم من أن الأمر مرهق ومتعب في بعض الأحيان في الحرم الجامعي، ولكنها تفضل أنها تواجه التحدي وأن تكون محاطة بالناس لأنها تؤمن أن هذا يساعدها على المدى الطويل.
وضحت ناصر: ” أعاني دائما من القلق الاجتماعي ولكن وجودي في الحرم الجامعي وإجباري على التعود على التفاعل مع الناس ساعدني كثيرًا”.
تتعدد أسباب الاضطراب عند كل شخص وكذلك كيفية التعامل معه. فما بين مؤيد ومعارض، ولذلك تنصح مرسي كل من يعاني من القلق بمختلف أنواعه بالتواصل مع أحد المحترفين لفهم مشاعرهم ومخاوفهم بل وتخطيها أيضًا.