القافلة

عن إعادة بناء التراث الثقافي

تقرير: فرح إيهاب فوزي

نظَّم قسم التصميم الجرافيكي بالجامعة الامريكية بالقاهرة فاعلية حول التراث الثقافي، حيث يعرض المتحدثون أعمالهم الفنية ويناقشوا إمكانية إستخدام التصميم في إعادة بناء التراث الثقافى. تحدثنا مع إشراق زريقات، فنانة أردنية وباحثة في فن النسيج والحياكة، عن الأهمية التاريخية لفن الحياكة.

الحياكة هى حرفة عالمية موجودة في جميع أنحاء العالم. اكتشفت الحضارات والشعوب المختلفة النسيج بشكل حدسي، وطورت كل حضارة تقنيتها الخاصة بالحياكة بناءً على المواد الخام المتاحة لها. قالت زريقات: “فن الحياكة والنسيج بالاخص يلعبا دورًا أساسيًا فى الكثير من الصناعات”.

وفقًا لزريقات، فإن المبدأ العام للحياكة هو أن لديك مجموعتين من الخيوط تسير في اتجاهات متعامدة: مجموعة واحدة تسمى الالتواء وتسير في اتجاه رأسي، ومجموعة أخرى تسمى اللحمة(القماش) تسير في إتجاه أفقي.

أضافت زريقات: “لدينا في الشرق الأوسط تقاليد خاصة بالنسيج، لكننا نراها دائمًا بطريقة معينة”.

أوضحت زريقات فيما يتعلق بالصوف أنه يتم التخلص من الكثير من الصوف المحلي مما يسبب مشكلة بيئية. الصوف مورد طبيعي. ينمو على الحيوانات والأغنام، ويجب قصه بين الحين والآخر.

وقالت: “الصوف له تطبيقات تاريخية. فقد تم دمجه في صناعة السجاد، وخيام البدو، بالإضافة إلى كثير من أدوات المنزل. ومع مرور الوقت، طوروا نظامًا لاستخدام أي مواد خام متوفرة لديهم لجميع احتياجاتهم المختلفة”.

أوضحت زريقات أنه نظرًا لعدم وجود صناعة الصوف في الأردن، كانت تعمل باستمرار لإنتاج المواد الخام وإنشاء أرشيفات للمواد التي تأتي من الصوف الأردني. كما قامت بتنمية مهاراتها. فقد انتقلت من شخص لديه أفكار إبداعية وبعض المعرفة الحرفية إلى ممارسة هذه الحرفة بما يكفي لتصبح شخصًا محترفًا.

وتتساءل زريقات: “لماذا نعتمد بشدة على كل شيء يتم استيراده عندما تكون لدينا الموارد؟” وأوضحت أن الزراعة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمنسوجات والتصاميم.

و من إحدى المبادرات الرائعة التي اتخذتها بلدها [الأردن] لفهم الموارد المحلية والاستفادة منها هى “مبادرة ذكرى”. باشرت الأردن فكرة زراعة القمح لصنع خبزنا محليًا. قالت زريقات: “تكمن الفكرة وراء ذلك في حقيقة أن أجدادنا لم يعتمدوا على استيراد نباتات القمح لأنهم اعتادوا على الاكتفاء الذاتي”.

و أخيرًا شجعت زريقات المصممين والفنانين على تعليم كيفية صنع الأقمشة الخاصة بهم باستخدام آلات بسيطة قائلة: “يجب دمج الفن والتصميم مع الإنتاج والصناعة. وأعتقد أنه لا يمكن القيام بذلك إلا إذا بادر المصممون بتعلم الحرف و تعمقوا حقًا في تصميم المواد والأبحاث “.

كما ذكرت أن تعلم كيفية صنع النسيج يمكن أن تكون مفيدة جدًا لأي شخص. سواء كنت طبيبًا أو طبيبًا بيطريًا أو مهندسًا ، فلا يزال بإمكانك تعلم حرفة واختراع شيء ما لاحقًا.

قالت زريقات: “التعليم مهم حقًا. إذا كنت في سن معين ولم تتعلم مهارة معينة ، فهذا لا يعني أنه قد فات الأوان. طبيعة البشر غير محدودة. يمكنك أن تقضي حياتك كلها في توسيع معرفتك وتطوير ذاتك”.

وأضافت أن التصميم والعمارة لهما آثار متعددة. عندما يطبق المصممون معرفتهم ويتقنون حرفة معينة، يمكنهم ابتكار أفكار إبداعية وإفادة المجتمع بأسره.

يقوم طلاب التصميم الجرافيكي حاليًا بتطبيق دراساتهم في التصميم والهندسة المعمارية لإنشاء مشاريع شبابية مفيدة.

ابتكرت مريم زمزم، طالبة بالتصميم الجرافيكي، مشروعًا لنشر الوعى بين الشباب حول تراثهم الثقافي.

قالت زمزم: “مشروعي عبارة عن لعبة لوحة تعليمية تنمي الوعي بالتراث المعماري في القاهرة. الهدف من اللعبة هو استعادة أكبر عدد ممكن من المباني التراثية باستخدام مجموعة من الموارد مثل التصاريح أو الأموال. طوال اللعبة، يواجه اللاعبون مواقف يمكن أن تفيد أو تضر بأسلوب لعبهم. تستند هذه المواقف إلى حالات واقعية تؤثر على التراث المعماري للقاهرة”.

وأضافت أن نسبة كبيرة من التراث العمراني في مصر معرضة للخطر بسبب الإهمال والهدم المتعمد وغير ذلك من الأسباب. لذلك، أرادت تثقيف الشباب المصري لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع، وتصَور ما يمكن أن يحدث إذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلة بشكل صحيح.