بعد وقف عرضه، ماذا نعرف عن مسلسل الملك أحمس؟
تقرير:نادين سامى
الصورة: وكالة أنباء بي بي سي
بعد الإعلان عن عرضه في رمضان ٢٠٢١، لفت مسلسل الملك أحمس بطولة الفنان عمرو يوسف الأنظار، لتتفاوت ردود الفعل بين سلبي وإيجابي حتى صدر أخيرًا قرار من قبل شركة United Media Services بمنع عرض المسلسل.
تلقى قرار الوقف ردود فعل عنيفة على منصات التواصل الاجتماعي بسبب عدم الدقة في تصميم الأزياء والمظهر الخارجي للشخصيات الذي لا يتناسب مع طبيعة العمل والفترة الزمنية التي يمثلها. مسلسل الملك أحسن من إنتاج شركة سينرجي وتأليف محمد دياب وخالد دياب وشيرين دياب.
يستعرض المسلسل حياة الملك أحمس الأول الذي حكم مصر من ١٥٢٥ إلى١٥٥٠ قبل الميلاد.
والمعروف بتأسيسه الأسرة الثامنة عشر في مصر وإنجازه العظيم في التخلص من الهكسوس، وهي سلالة أجنبية حكمت من ١٦٥٠ إلى ١٥٥٠ قبل الميلاد.
صرح أحمد سقف الحيط، رئيس قسم الفنون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، للقافلة أن الاختيار بين مشاهدة المسلسل من عدمه يرجع للجمهو، مضيفًا: “الاتساق في المراجع التاريخية أمر بالغ الأهمية إذا كان العمل قائمًا على حقبة معينة، وحتى لو لم يكن العمل يسرد سيرة ذاتية، فإنه سيتطلب الاعتماد على المراجع ما لم يُذكر بوضوح أنه عمل خيالي لا يمت للواقع بصلة”.
استطرد الحيط أنه كان هناك دائمًا أعمال جيدة وسيئة على الساحة، لكن إذا تم تطبيق نظامًا يأخذ في الاعتبار تصنيف المشاهدين وآرائهم في الأعمال فسيكون المنتجون أكثر حرصًا في المرة القادمة.
أثار المقطع الدعائي للمسلسل العديد من الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن غالبية المشاهدين اتفقوا على أن المسلسل يعكس معلومات خاطئة عن المصريين القدماء.
صرّح زاهي حواس، عالم الأثار المصري وزير الدولة الأسبق لشؤون الآثار، في برنامج حديث القاهرة للإعلامي إبراهيم عيسى أن الملابس واللحية والشوارب التي ظهرت في المسلسل غير مقنعة ولا تمثل الواقع في هذه الحقبة التاريخية. وأضاف حواس أنه إذا أراد شخص ما أن ينتج شيئًا متعلقًا بالتاريخ ولم يتم تفصيل كل شيء بالطريقة الصحيحة ، فعليه أن يصرح بأنه لا يستند إلى أحداث فعلية، و إلا يكون مزورًا للتاريخ.
يُذكر أن المسلسل التلفزيوني أحمس مستوحى من رواية نجيب محفوظ الحائزة على جائزة نوبل، “كفاح طيبة” ، والتي جعلت قصة أحمس من أشهر القصص في العصر الحديث.
صرحت جيليان كامبانا، أستاذة المسرح والعميد المشارك لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بأنها لم تشاهد المقطع الدعائي للملك، لكنها تشعر بالتعاطف مع كلا الجانبين. بالطبع، لا يرغب الفنانون المشاركون في عرض أعمالهم فحسب، بل يريدون أيضًا الاحتفاظ بالترخيص الإبداعي والتحكم الإبداعي.
قالت كامبانا للقافلة: ” في التلفزيون، يرغب المخرجون والمصممون والممثلون في التركيز على الموضوعات التي يتناولونها ، لذا من الممكن أن يتم انتقاد بعض الخيارات الفنية، مثل الأزياء، والتي لم يكن من المقصود أن تكون دقيقة تمامًا من الناحية التاريخية”.
ترى كامبانا أنه على الصعيد الآخر، يرغب المؤرخون وغيرهم من المتخصصين في الترويج للثقافة المصرية الغنية، والقيام بذلك يعني الدقة في تصوير الشخصيات.
عن شعورها ناحية المسلسل، قالت كامبانا: “أشعر بخيبة أمل لأنني من محبي محفوظ وبعد أن قرأت كفاح طيبة كنت أتطلع إلى رؤيتها تُنفّذ بشكل جيد”.
صرحت الأستاذة مروة المتعافي، الأستاذة المساعدة للصحافة والاتصال الجماهيري، بأنها تعتقد أن المسلسل التلفزيوني كان سيكون رائعاً لو كان له معنى تاريخي وإذا كان الممثلين والفِرَق والأزياء وعناصر الإنتاج الأخرى تتناسب مع الوقت التاريخي المفترض لتمثيل هذه الحقبة.
ذكرت المتعافي أن المسلسل يستند إلى كتاب نجيب محفوظ “كفاح طيبة” الذي تدور أحداثه في العصر الفرعوني. ومن ثم، فإن ظهور ممثل رئيسي أشقر وممثلات بشعر أشقر لامع ومعظم الممثلين الذكور باللحى، وهو ما لم يكن مقبولًا خلال تلك الأوقات، كان أمر يتحدى التاريخ.