القافلة

القائمة القصيرة الأولى لجائزة نجيب محفوظ للأدب

تقرير: عمرو عبدالعظيم

أعلن دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ والتي ضمت ستة كتب من مختلف أنحاء العالم العربي تم اختيارها من أصل مائتين وسبعين كتابًا، لتكون تلك المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن قائمة قصيرة للجائزة عوضًا عن إعلان الفائز مباشرةً.

 تقام جائزة نجيب محفوظ في الأدب كل عام منذ تأسيسها سنة ١٩٩٦م يوم الحادي عشر من ديسمبر الموافق لعيد ميلاد نجيب محفوظ، الكاتب المصري الراحل والحائز على جائزة نوبل في الأدب، ولكن تم اتخاذ قرار تأجيلها العام الماضي بسبب جائحة كورونا. من الجدير بالذكر أيضًا أن الجائزة لم تقدم لعام ٢٠١٩، على أن يتم إشراك كل الأعمال المرشحة ذاك العام بدورة ٢٠٢٠، مما أدى إلى تضاعف عدد الأعمال المرشحة.

قالت شيرين أبو النجا، أستاذة الأدب الإنجليزي والأدب المقارن بجامعة القاهرة ورئيسة لجنة تحكيم اختيار الفائزين، في حوارها مع القافلة: “القائمة القصيرة دائمًا مفيدة، فهي تمنحك القدرة أن تختار عدة أعمال على القائمة، ولكن في نهاية الأمر هناك فائزٌ واحد. ولكنك تود أيضًا أن تعترف بمجهود بعض الكتاب الآخرين المشاركين”. وذلك تعليقًا على قرار الإعلان عن قائمة قصيرة هذا العام.

أضافت أبو النجا أنه على الرغم من مضاعفة قيمة الجائزة المالية هذه الدورة من ألف دولار إلى خمسة آلاف دولار، فهي ما زالت أقل الجوائز في العائد المادي في الوطن العربي، مُشيرة أن هذا جزء مما يمنح الجائزة رونقها ومصداقيتها، بالإضافة أيضًا إلى أن أعضاء لجنة التحكيم لا يأخذون أي نظير مادي لمشاركتهم في لجنة التحكيم.

أما عن معايير اختيار الأعمال للترشيح في القائمة القصيرة بشرحت: “إن أي لجنة تحكيم تضم الكثير من الأذواق والتجارب المختلفة. ولذلك للذوق دور مهم في اختيار الأعمال المشاركة”.

قال همفري دايفيز، المترجم الحائز على جائزة بانيبال وإحدى أعضاء لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ، في حواره مع القافلة: “في اعتقادي الكتاب الجيد هو كائن حي، له قلب نابض، تلك هي الخاصية التي أبحث عنها بادئ الأمر”.

يرجو دايفيز أيضًا أن تجذب الجائزة الانتباه لنبوغ الأدب العربي المعاصر، بنصيه الأصلي والمترجم على حد سواء. ويلفت انتباهنا أيضًا إلى أن الأدب العربي تعادل مع نظيره الإسباني في أكثر عدد للروايات المترجمة من على “رف الكتب العالمي” لعام ٢٠١٩م المنظم والمدعوم من [القلم الإنجليزي] وهي إحدى أقدم منظمات حقوق الإنسان المعنية بحرية التعبير والحق في القراءة حول العالم. وتعادل الأدب العربي والإسباني بعدد أربعة روايات مترجمة من كل منهما.

قال دايفيز معقبًا: “يمكننا أن نقول إن الأدب العربي لم يعد ينظر إليه عالميًّا كمجرد ذوق متخصص مغمور، أو الأخ الأقل حظًا لأدب اللغات الأخرى، وأتمنى أن تساعد هذه الجائزة وغيرها في الحفاظ على هذا الزخم”.

أما عن الأعمال المشاركة، ضمت القائمة القصيرة ستة أعمال هي: “اختفاء السيد لا أحد” لأحمد طيباوي من الجزائر، “في مدن الغبار” لأمل رضوان من مصر، “حصن الزيدي” للغربي عمران من اليمن، “حي الدهشة” لمها حسن من سوريا، “حجر بيت خلّاف” لمحمد علي إبراهيم من مصر، و “كحل وحبهان” لعمر طاهر من مصر أيضًا.

قال أحمد طيباوي، الأستاذ بكلية الاقتصاد والأعمال وعلوم الإدارة بجامعة البويرة بالجزائر والمرشح لجائزة نجيب محفوظ، في حواره مع القافلة عن روايته: “كنت، وما زلت، مهتمًّا بالهوامش الاجتماعية والثقافية، وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم، و”اختفاء السيد لا أحد” تعبير عن انسلاخ الفرد من هويته الإنسانية، وفيها مراجعة لما يمكننا أن نستدل به على وجودنا الإنساني، والكثير من الأسئلة المعلقة. أردت من خلال هذا النص أن أشارك القارئ بعض الهواجس، دون أن أوجهه لإجابات مسبقة”.

يقول طيباوي أيضًا عن الاتجاه المعاصر في الأدب العربي: “مهما كانت الاتجاهات الحالية للسرد العربي، أو التي سبقتها، سيظل الاهتمام الأساسي يتعلق بتدوين سيرة الإنسان، همومه وتطلعاته، أحزانه وآماله. وبالنسبة لي، أجتهد في ذلك، في كل نص بطريقة مختلفة، ماذا أقول وكيف أقول، وغايتي تحقيق الإمتاع والوعي بالذات وبالآخرين”.

بعد اختيار القائمة القصيرة للجائزة، من المتوقع أن يتم الإعلان عن الرواية الفائزة في شهر مارس المقبل. الجائزة قيمتها خمسة آلاف دولار أمريكي بالإضافة إلى ترجمة الرواية من العربية إلى الإنجليزية ونشرها في مختلف أنحاء العالم.