العناية البصرية في وقت جائحة فيروس كورونا
تقرير: لمى خالد
تناول مركز جون جرهارت للعطاء الاجتماعي والمشاركة المدنية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة نقاش حول العناية بالبصر والاهتمام بتقليل نسب فقدانه خاصةً في الفترة التي تتبع جائحة فيروس كورونا.
جاءت هذه الندوة لتشرح أن في وسط جائحة كورونا، انشغل الناس عن الاهتمام والعناية بالكثير من الأشياء، ومن ضمن تلك الأشياء هي العناية بالبصر وذلك بسبب التركيز على فيروس كورونا والانشغال الدائم به والخوف الملازم له.
شرح الدكتور أندرو كاسيلز براون، المستشار والمدير الطبي لمؤسسة فريد هولوز، أن جائحة فيروس كورونا المستجد قدأاثرت علي مستقبل قطاع الرعاية الصحية، إذ يوجد حوالي ٣٦ مليون شخص مصاب بفقدان البصر و ١٠١ مليار شخص يعانون من إحدى أشكال ضعف البصر، ويعيش ما يقرب من٩٠٪ من المكفوفين في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومنهم ٥٥٪ من النساء.
ناقش الدكتور ينانيه دانيكا، المستشار الطبي بمؤسسة فريد هولوز في أفريقيا والشرق الأوسط، تأثير كوفيد-١٩ على الرعاية البصرية في الفترة الأخيرة حيث شرحَ أنه لم يكن مُهتَم بها في العالم، و كان هناك انخفاض شديد في طلب الموارد البشرية والتمويل الحكومي لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من المشاكل البصرية ولا يملكون المبلغ الكافي لدفع مصاريف العلاج والعمليات كما كان هناك أيضًا تقصير في الوعي عندما يأتي إلى صحة العيون.
أضاف دانيكا أنه كان هناك تغيير إيجابي في رعاية البصر خلال كوفيد-١٩ على الرغم من توقف خدمات وبرامج الرعاية إلا أنه تم إعادة توجيه فرق العناية بالعيون في الشرق الأوسط بالإضافة إلى أن نتيجة المرضى والجراحات قد انخفضت بشكل كبير.
قال حسام شكري، طبيب عيون في مركز العيون الطبي: “هناك فئة كبيرة من الشعب لا تدرك مدى خطورة أمراض العيون رغم أنها منطقة حساسة جدًا، إلا أن معظم المرضى يأتون بعد فوات الاوان”.
كما شرح أن بعض الأمراض مثل عتامة عدسة العين أو الزرق قد يكونا سببًا في فقدان الشخص ببصره إلى الأبد إن لم يكتشفا مبكرًا.
أتى الدكتور أندرو كاسيلز براون، المستشار والمدير الطبي لمؤسسة فريد هولوز، كمتحدث في الندوة عن المساعدات التي تم تلقيها من قبل مؤسسة فريد هولوز للبلدان الفقيرة مثل توفير زي للممرضات والممرضين كوقاية من الأمراض والتلوث. بالإضافة إلى أنهم تبرعوا بأجهزة متطورة للعيون للكشف المبكر، وأيضًا تم تعليم الممرضات والممرضين كيفية استخدام الأجهزة الطبية ومساعدة المرضى.
كل ذلك بجانب توعية الناس عن العين والامراض التي قد تصيبها ومتى يجب أن يلجأوا إلى الطبيب لكي يفحصوا عيونهم من أي أمراض قد تصيبهم. تم أيضًا التبرع بهواتف داخل المستشفيات لجعل الوصول إليهم أكثر سهولة.
قال إسلام مصطفى، مواطن مصري كان يعمل مع جمعية مصر الخير للقافلة: “هناك مركز رعاية مخصص للمكفوفين وكان هدفه مساعدة الطلاب المكفوفين في مرحلة التعليم الجامعي والدراسات العليا و يعمل المشروع على تقديم خدمات تعليمية مثل الحاسب الآلي وتوفير خدمات الإنترنت بالإضافة إلى العمل على رفع وعي المستفيدين حول التعامل مع المبصرين والمجتمع المحيط وبالتالي دمجهم في المجتمع”.
والمثير للقلق هو أن تلك الأرقام ستتضاعف ثلاث مرات خلال الثلاثين عامًا القادمين.
وفقًا لوزارة الصحة المصرية، ان استدامة الحفاظ علي العيون وعدم تعريض الناس لخسارة بصرهم، تتطلب الكشف على ضغط العين وهذا ينطبق علي كبار السن أكثر من الصغار لأنهم الأكثر عرضة لأمراض العيون الشائعة.
أضاف شكري: “كبار السن الذين يعانون من مرض السكري قد تصاب عيونهم بالمرض بسهولة لأنهم يعانون من ضعف البصر”.
جاءت هذه الندوة كإحدى ندوات سلسلة مناقشة مواضيع ومفاهيم غير سائدة في وقت جائحة الكوفيد-١٩ من قِبَل مركز جون جرهارت.