مستقبلنا رقمي… مبادرة لدعم مشروعات الشباب
تقرير: عبد الله عباس
الصورة: مشهد من إعلان المبادرة الرسمي
تمنح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٣٥ سنة فرصة للتعلم وتنمية القدرات في مجال الإنترنت والبيانات ومهارات التسويق الرقمي من قِبَل كبار شركات التعليم الإلكتروني مثل “إتيدا” (ITIDA) و ” يودستي ” (Udacity) من أجل إتاحة الفرصة لهم للمنافسة في السوق العالمي للعمل الحر أو (freelancing).
يطلق على برنامج المبادرة اسم “مستقبلنا الرقمي” وقد بدأت بالفعل في قبول طلبات التقدم للمنحة في مايو ٢٠٢٠ إلى ١٤ أكتوبر. ومع ازدياد استخدام المصريين للمنصات الإلكترونية أثناء فترة تفشي وباء كورونا زادت، بالتبعية، معرفتهم بالعالم الرقمي أو الإلكتروني.
تم الإعلان عن تلك المبادرة في مايو ٢٠٢٠ بالشراكة بين القطاع الخاص ممثلًا في شركتي يواستي للتعليم الإلكتروني و إيتيدا بالإضافة إلى القطاع العام ممثلاً في وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية وذلك بهدف تنمية مجال تكنولوجيا المعلومات في مصر.
مدة البرنامج ثمانية عشرة شهرًا ويمنح الطلاب المصريين فرصة التعلم واكتساب الخبرات من خلال الفصول الإلكترونية لشركة يودستي والتدريب العملي على المشروعات العملية وندوات الدعم الإلكترونية والتوجيه من خبراء الصناعة والتبادل الإلكتروني للخبرات مع النظراء والتدريب المستمر.
أصبح المصريون أكثر اختراقًا لسوق العمل العالمي الحر و الذي يتوسع بنسبة ١٧٪ سنويًا كما أوضح بحث ماستر كارد لاقتصاد العمل الحر والتوقعات والاحتياجات. هذا بالإضافة إلى ارتفاع مستوى قدرات الشباب وزيادة فرص التوظيف المتاحة أمامهم مما يحقق تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد المصري.
وفقًا إلى بيان USA Today، تعتبر هذه المهارات أكثر المهارات المطلوبة في المستقبل والتي سوف تتيح للشباب المصريين فرص للربح عن طريق استخدام التكنولوجيا دون مغادرة منازلهم.
أشارت الدكتورة علا علوان، المدير الدولي لعمليات يودستي في مصر، إلى أن هناك تساؤلات وتكهنات حول ما إذا كانت عمليات التحول الرقمى والتحكم والتشغيل الآلي قد تهدد مستقبلنا الوظيفى من عدمه بالإضافة إلى المهارات التي يجب أن تُضَع فى الاعتبار مستقبليًا.
و فى واقع الأمر، فإن المؤسسات عليها أن تتبني مهارات جديدة وأساليب جديدة فى العمل. لا يقتصر مستقبل العمل فقط على المهارات التقنية والمهارات الإنسانية، فمهارات الابتكار والتفكير النقدي وحل المشكلات و التفاوض لهم دورا كبيرًا أيضًا.
الجدير بالذكر أن الاتجاه إلى العالم التكنولوجي ازداد عند تفشي وباء فيروس كورونا المستجد في العالم وأُجبَر الكثير على ترك وظائفهم أو البحث عن شغل آخر من المنزل.
أتاح التحول الرقمي للشباب فرص عديدة لبناء مساراتهم الوظيفية والعمل على كسب العيش حيث قالت داليا قيس، الأستاذ المساعد بكلية التجارة جامعة حلوان، للقافلة: “يعتمد ذلك على مجموعة من العناصر، أولاً، استثمار الدولة فى البنية الأساسية لشبكة الإنترنت بما يكفل سهولة وسرعة انسيابها وثانيًا، الاستثمار فى مجال التعليم ومحو الأمية الرقمية أما ثالثاً، ظهور مبادرات حكومية وطنية لتلبية متطلبات التحول الرقمى لمواكبة التطورات العالمية في عصر ما بعد كوفيد-١٩”.
أكدت قيس على أهمية مبادرة “مستقبلنا رقمي” بالنسبة للاقتصاد المصرى وعلى الفوائد العديدة التى تترتب على ذلك، قائلة: ” من المتوقع أن تحقق المبادرة عدة أهداف منها توفير فرص عمل جديدة فى مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والصناعات ذات الارتباط والتي سوف تساهم فى تقليل مستوى الفقر وزيادة مستوى النمو الاقتصادي”.
وأضافت أن المبادرة سوف تدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في حال تقليل سعر خدمات الإنترنت وتقليل سعر الدعاية مع استخدام أدوات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
شرحت قيس أن برنامج “مستقبلنا رقمي” يمكن أن يضيف فوائد عديدة لمجتمع الجامعة الأمريكية بشكل خاص لأن العديد من الطلاب يبدأون في العمل الحر قبل تخرجهم بما يتيح لهم من فرصة التأهل لسوق العمل وآلياته. ويشارك مركز التوظيف بالجامعة الأمريكية مع برنامج “مستقبلنا رقمي” في حث طلاب الجامعة للتقدم للالتحاق بالبرنامج.
ذكر جاب دبلورتو، المدير التنفيذى لشركة يودستي أن الشركة لديها قناعة بأن كل دولة ينبغي أن تتوجه نحو تنمية المهارات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي، علم البيانات وعلوم البرمجة حتى تتمكن من المشاركة فى المحركات الاقتصادية الحديثة والتحول الرقمي.
وأضاف أنه بالتعاون مع الحكومة المصرية، تلتزم الشركة بمساندة جهود مصر الحالية نحو النهوض بمهارات القوى العاملة بالدولة من أجل مواكبة المتطلبات الحالية لسوق العمل.
ينمو السوق العالمي للعمل الحر بشكل متزايد طبقًا إلى موقع العمل الحر، أب ورك، كما أنه قد ساهم في الإقتصاد الأمريكي خلال العام الماضي بمبلغ تريليون دولار تقريبًا.