من الإحباط إلى الفوز
تقرير: ماليكة بيومي
الصور: ملكية ملك العربي
فازت الطالبة ملك العربي بمسابقة مؤسسة لاديما للأفلام القصيرة لإنتاجها فيلمًا قصيرًا يحمل عنوان “الوجود” معبرة عن المشاعر المختلطة التي شعرت بها وشعر بها الجميع أثناء الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا المستجد. تعتبر العربي واحدة بين عشر سيدات أفريقيات يفزن بالمسابقة.
ألقت الأفلام القصيرة المرشحة للمسابقة الضوء على الصعاب والتحديات التي تواجه النساء الأفريقيات من خلال قصص مؤثرة تعكس بعض المجتمعات، مثل العنف الأسري، قلة الفرص المتاحة، أو إضفاء شيء من الأمل وسط الناس، كما هو الحال بالنسبة لفيلم العربي، الوجود أو Being.
العربي هي طالبة في قسم الفيلم في الجامعة الأمريكية، ٢١ عامًا. ألهمها شعورها بالإحباط الشديد أثناء الفترة السابقة أن تصنع فيلمًا قصيرًا يناقش أفكارها حول كل شيء، فقامت بسؤال من حولها من معارف وأصدقاء عن شعورهم أيضًا، استمرت في التفكير في كل شيء افتقدته ومنها رؤية أصدقائها والذهاب إلى الجامعة وحضور حفلات الزفاف وأعياد الميلاد.
استغلت العربي وقت فراغها كوسيلة للتفكير في إمكانية إجراء تجربة جديدة وما يمكن أن تجلب لها، حيث قالت: “لاحظت أثناء الإغلاق أنني أخذت الكثير من الأشياء في الحياة كأشياء مسلم بها”.
أوضحت العربي: “تلك هي الطريقة التي توصلت بها إلى فكرة عمل فيلم قصير، قررت أن فيلمي القصير سيكون شيئًا يمكنني إعادة تشغيله ومشاهدته فيما بعد لأتذكر شعوري في تلك الفترة وأردت له أن يكون محتوى مناسبًا للعالم بأسره، لذلك بدأت أن أسأل كل من حولي عن أكثر شيء يفتقدونه”.
شرحت العربي أنها واجهت بعض التحديات من أجل إنتاج هذا الفيلم بسبب إغلاق كل الأماكن والمحلات آنذاك بسبب فيروس كورونا فبالتالي لم تستطع الخروج من منزلها للتصوير. ثم فكرت في استخدام مقاطع فيديو خاصة بها التقطتها منذ فترات طويلة واحتفظت بها في الأرشيف. تضمنت أغلب الفيديوهات القصيرة أصدقاءها وعائلتها.
بالطبع قامت بتعديل الإضاءة وما إلى ذلك حتى يكون المحتوى مناسب وجعلته يبدو كأنها ذكريات أو حلم يراه أحدهم. قالت العربي: “أردت أن يبدو الفيلم كسلسلة ذكريات عتيقة”.
شاركت ريم محمود، طالبة علم النفس، مع القافلة أفكارها حول فيلم “الوجود” قائلة: “لقد أحببت الفيلم حقًا، مقاطع الفيديو المصورة كانت مرتبطة بالسيناريو وشعرت أنني شخصيًا أستطيع أن أتعلق بكل تلك المشاعر التي استعرضها الفيلم”.
أما بالنسبة للسكريبت، فإن العربي هي التي كتبت السيناريو، وقد انتهزت هذه الفرصة كطريقة تعبير عن حيرتها من خلال الكتابة بشكل إبداعي.
احتوى السيناريو على نصائح للمشاهدين بالتأمل في الحياة وتقدير الأشياء الصغيرة حيث قال:”لا أحد يعلم كم من الوقت باقٍ له في هذه الدنيا لذلك استمتع بكل جزء منها. افعل كل شيء بحب واغفر وكن لطيفًا وقدر دائمًا الأشياء الصغيرة “.
أما عن كيفية انضمامها إلى المسابقة، فقد جاء ذلك عن طريق الصدفة تمامًا أثناء تصفحها الإنستجرام، حيث وجدت “بوست” نشرته مجلة Cairo Scene معلنة عن المسابقة . قالت العربي أن ما ألهمها للاشتراك في المسابقة هو هدف المسابقة من الأساس وهو تمكين المرأة وإصرارها على أن تكون مستقلة بالإضافة إلى دورها الفعّال في الحياة اليومية والسعي لتحقيق ذاتها.
أضافت العربي: “لقد كانت فرصة مثالية بالنسبة لي من أجل الوصول إلى جمهور أكبر وناس من خلفيات مختلفة. فكرت أنه حتى لو لم أفز في المسابقة، على الأقل ستكون تجربة جيدة بالنسبة لي”.
بعد فوزها في المسابقة، عُرض مهرجان الأفلام القصيرة الأفريقية في مقره، البرازيل، وتم عرض فيلم العربي القصير مع ترجمة برتغالية.
الجدير بالذكر أن تلك التجربة لا تعد الأولى من نوعها، فالعربي فازت في عام 2017 في مسابقة دولية لكوريا الجنوبية لفيلمها “من خلال عدستك” أو Through your Lens.
علاوة على ذلك، توجد على صفحة العربي على الفيسبوك أفلام قصيرة أخرى أنتجتها ومقاطع فيديو عن رحلات السفر لكل بلد تسافر إليه، حيث أوضحت للقافلة: “أحب سرد القصص عن الثقافات والأشخاص من خلال عدسة الكاميرا الخاصة بي”.
في عام ٢٠١٩، كانت العربي تعمل كمساعد مخرج لفيلم الفنان أحمد حلمي “خيال مآتة”.و شاركت تجربتها قائلة: “لقد تعلمت الكثير من هذه التجربة لأنني تعرفت على العمل وكيفية استخدام الكاميرا بشكل أكثر احترافًا، أصبحت أكثر وعيًا بمجال السينما”.