Opinionالقافلة

أليس المجتمع هو الفرد؟

كتبت: لبنى ضياء

محررة

“البنت مينفعش تضحك بصوت عالي، الولد مينفعش يعيط، الأم لازم تضحي وتربي أولادها، الأب لازم يكون شديد…”

هذه بعض الأمثلة لقيود وضعها بعض الناس على البعض تحت مسمى المجتمع.

أتذكر جيدًا العديد من المحادثات باختلاف المواضيع والأشخاص تبقى الجملة الوحيدة التي لا تتغير “المجتمع الذي نعيش به يفرض علينا ذلك..”

منذ صغري، أفكر بهذه الجملة وأحاول أن أفهمها، حتى أتقبلها أو أرفضها كان عليّ أن أفكر في الأمر. فبدأ حديثي مع سؤالي الأول ما الذي يمثل المجتمع؟ عائلتي أم أصدقائي أم كل فرد سواء عرفته أم لم أعرفه؟

فجاء سؤالي الثانى؛ كيف لمجتمع بأكمله أن يضع لي قواعد وقيود يجب أن أتبعها دون أن أعلم أساسها؟

وأنهيت تفكيري بالسؤال الأخير؛ لماذا كل ما يفرضه المجتمع يجب أن أقوم به دون اعتراض أو سؤال؟

ولكي أتوصل لإجابات على تلك الأسئلة، فكرت في الاتي: المجتمع بالنسبة لي هو كل فرد حولي أعرفه أو لا أعرفه، فلا حدود زمنية للمجتمع.. تأتي بعض المعتقدات من أفراد لم يعدوا هناك اليوم ولكنهم ظلوا جزءًا من المجتمع.

وهنا ظهر اعتراضي الأول، فكرت كيف لي أن أتبع كل ما يفرضه هؤلاء الأفراد على وكيف لي أن أقوم بإرضائهم بشتّى اختلافاتهم، أليس هذا من المستحيل؟

فكل فرد منهم له معتقداته وأرائه التي حوّلها بعضهم إلى قواعد يجب أن يتبعها الآخرون. كيف لفرد أن يقضي وقته يفكر بكل شيء ونقيضه ويحاول أن يفعل كل شيء حتى يرضي وجهي المجتمع.

فانتقلت من هنا لأجد إجابة لسؤالي الثاني؛ أليس أساس تلك القواعد المفروضة من المجتمع هم الأفراد وليس دين أو حتى دستور؟ فهي قواعد فرضها بعض الأفراد لأنهم مقتنعين أنها الأفضل لمن حولهم وأن على الجميع أن يتبعها.

وجاء السؤال الأخير ليؤكد لي ما توصلت له من تفكير ثم الي قرار، وهو أن السبب وراء عدم تقبل المجتمع لمن يفكر بالقواعد المفروضة عليه ويعترض عليها هو الخوف من زوالها لأن أغلب أسسها هشة، يسهُل تدميرها فقط بالتحدث عنها.

فبعد أن وجدت تلك الإجابات جاء قراري؛ وهو أننى لن استمر في اتباع قواعد فرضها عليّ أفراد حولي دون أن أعلم أساسها، ولكنني سأظل احترم المجتمع وقواعده، لطالما كنت مقتنعة بها..

اليوم، يمكنني أن أقول أنني منذ سنوات تجردت من التطبيق الأعمى لقواعد المجتمع فأصبحت أولوياتي هي مراعاة الله وضميري فقط مع احتفاظي بالاحترام للجميع.

وأخيرًا، يجب علينا جميعًا أن نعي قدر المسؤولية التي نحملها في تكوين أفكار المجتمع ومعتقداته التي قد تتحول إلي قواعد. لأن الفرد هو المجتمع ولأن المجتمع السليم اساسه هو الفرد السليم.