ركن المتحدث يعود من جديد لمناقشة التحرش الجنسي
انتشرت خلال الآونة الماضية العديد من الحملات ضد الاغتصاب والتحرش الجنسي، لا سيما بعد خروج قضية أحمد بسام زكي إلي النور خلال صيف عام ٢٠٢٠. وفقًا إلى جريدة الدستور، أصدر النائب العام قانونًا يتيح لضحايا التحرش عدم الكشف عن هويتهن بعد تلك القضية.
كما يأتي ذلك في ضوء فتح قضية الاغتصاب الجماعي المعروفة إعلاميًا باسم “جريمة الفيرمونت” لوقوعها بفندق يحمل هذا الاسم.
من الجدير بالذكر أن المجلس القومي للمرأة قام بتخصيص خط ساخن (١٥١١٥) لتلقي شكاوى التحرش.
قالت لبنى خيري، عضوة المجلس القومي للمرأة، للقافلة: “هذا الخط الساخن يستقبل شكاوى ممن رفعن قضايا وشعروا أن هناك تباطؤ في الإجراءات، كما يستقبل طلبات تعيين المحامين ممن ليس لديهن محامي أو ليس لديهن سبل تعيين محامي”.
أضافت خيري أن الجامعات المصرية، تحديدًا جامعتي القاهرة وعين شمس، أصبح بها وحدات لمناهضة العنف ضد المرأة.
قالت نادين أشرف، طالبة الفلسفة في العام الرابع: “أنا شايفة ان [الحوارات] اللي بتحصل ما بيننا وما بين أهلنا وأصحابنا عن الموضوع ده مهمة جدًا”.
تعد أشرف المؤسسة الرئيسية لصفحة Assault Police (شرطة الإعتداءات) على موقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام “، وتم دعوتها للحديث عن تلك الصفحة ضمن سلسلة “ركن المتحدث” التي أعاد إحيائها اتحاد طلاب الجامعة الأمريكية.
قالت ملك المنياوي، رئيسة التمثيل السياسي بإتحاد الطلاب بالجامعة: “[ركن المتحدث] هو مبادرة ومنصة سياسية سوف تمكننا من الحديث عن القضايا السياسية والاجتماعية”.
يذكر أن تلك المرة ليست الأولى التي يتم انشاء “ركن المتحدث” فيها، حيث أن تلك المبادرة بدأت في حرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة في ميدان التحرير عن طريق اتحاد طلاب سابق أيضًا.
قال يحيى شاهين، نائب رئيسة التمثيل السياسي بإتحاد الطلاب، للقافلة: “بدأت تلك المبادرة في الحرم الجامعي بميدان التحرير خلال عام ٢٠١٣. كان اتحاد الطلاب يجلب بعض الشخصيات السياسية المرموقة حتى يتناقش الطلاب معهم”.
أضاف شاهين أن “ركن المتحدث” سيؤهل الطلاب لمناقشة القضايا المهمة المطروحة حاليًا على الساحة؛ على الصعيد السياسي والصعيد الاجتماعي.
أوضحت أشرف أنها كانت تشعر بالضيق والضجر من حوادث التحرش التي كانت تحدث حول الجامعة وخارجها، وجاء ذلك بعد سؤالها عن أسباب تأسيسها لصفحة Assault Police (شرطة الاعتداءات).
قالت أشرف: “القضية التي كانت مطروحة في النور هي قضية أحمد بسام زكي (المعروفة أيضًا باسم ABZ)، ولذلك قمت بنشر بعض القصص عنها من خارج وداخل الجامعة”.
تعد قضية أحمد بسام زكي من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام المصري في صيف ٢٠٢٠ بعد أن أدلت إحدى طالبات الجامعة الأمريكية بشهادتها حول تعرضها للتحرش منه علي صفحة طلاب الجامعة على الفيسبوك “Rate AUC Professors” (تقييم أساتذة الجامعة الأمريكية) وأدي ذلك الي إدلاء الكثيرات بشهاداتهن.
علي الرغم من أنها قامت بتأسيس الحساب وحدها، تؤكد أشرف أن مجهود الصفحة مجهود جماعي، لم يكن ليحدث بدون المشاركات التي كانت تتلقاها ممن حولها في المجتمع.
في حديثها بالمناقشة التي ادارتها المنياوي، شرحت أشرف بعض الصعوبات التي واجهتها خلال إدارتها للحساب: “قد يبدو ذلك شيئًا تافهًا، ولكن كانت من أكبر الصعوبات التي واجهتها منذ أن أنشأت الصفحة هي أزمة إدارة الوقت، تحديدًا لأنني أنشأت هذا الحساب في منتصف الفصل الدراسي الصيفي أثناء انشغالي بدراستي في هذا الوقت”.
اختتمت أشرف كلامها قائلة أن التحرش هو جريمة مبنية على الصمت، وأنه كلما تحدث الناس عن التحرش، كلما أصبح من الأسهل محاربته، كما نصحت من تتعرض للتحرش بالشارع الذهاب إلي أقرب قسم شرطة للإبلاغ عن الحادث.
والسبب وراء ذلك هو أن حتى إذا لم تتمكن الضحية من التعرف على اسم أو شكل الجاني، اذا تلقى قسم الشرطة بلاغات كثيرة من نفس الشارع، فسوف يقومون بالتحقق منه.
وفقًا إلى منشورات منظمة الصحة العالمية، يعد الاغتصاب نوع من أنواع الاعتداء الجنسي الذي يتضمن ممارسة الجنس مع شخص بدون موافقته السابقة.
ووفقًا إلى موقع HarassMap (خريطة التحرش)، يتضمن التحرش الجنسي صيغة من الكلمات غير المرغوب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسي التي تقوم بانتهاك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح.