تجديد آمال القضاء على فيروس كورونا
كتبت: سماء حسام
قادها حب الاستكشاف إلى العمل بالبحث العلمي، فمنذ أن حصلت على الماجستير والدكتوراه في مجال التكنولوجية الحيوية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، وقد أحبت استكمال رحلة المعرفة حتى أصبحت أستاذ مساعد في علم الأحياء بجامعة كاليفورنيا، إنها ريم العبلي، الحاصلة على زمالة يوسف جميل للدكتوراه في العلوم التطبيقية والهندسة، وزمالة نظمي أوشي للقادة العرب الشباب بالجامعة الأمريكية
بدأت العبلي البحث لإيجاد مصل لفيروس كورونا المستجد بتساؤل: “لماذا لا نشارك في فريق البحث العلمي الذي يعمل حول العالم من أجل القضاء على الفيروس؛ لأن العالم لا يحتاج لواحد أو اثنين من الأبحاث لإيجاد العقار المناسب، بل يجب نصنع الكثير من العقارات التي لا ينجح منها سوى القليل”.
وعن سبب الإصابة بكورونا، قالت العبلي للقافلة: “تدخل جسيمات الفيروس جسم الإنسان وتآكل البروتين الذي يعد حجر أساسي لكرات الدم ووظائف الكلى، وبدونها تزداد صحة المصاب سوءًا”.
وشرحت أن مشروع البحث يدور حول إدخال مركب كيميائي يحل بديلا للبروتين الذي يلتصق به الفيروس داخل خلايا الجسم، وذلك لمنع التفاعل مع الفيروس. وترجح العبلي أن سبب شراسة الفيروس لدى الرجال عنها لدي النساء يرجع إلى بروتين “تومبيس” التي يتواجد بنسبة أكبر لدى الرجال.
وحول خطواتها الأولي في البحث، علقت العبلي بأن الفريق بدأ بتحديد المركبات التي ستخضع للاختبار، والتي يتجاوز عددها المائة مركب، وتسمى هذه المرحلة بالـ “كمبيوتر”، والتي يعنى بها الحصول على المعلومات قبل الشروع بإجراء التجارب العلمية.
ثم تأتي مرحلة تمويل المشروع حتى تتحول أوراق البحث إلى تغيير ملموس يعيد لنا الروتين اليومي إلى سابقه.
قالت العبلي : “قدم الفريق، الذي يتكون من أستاذين جامعيين وأربعة طلاب، طلب للحصول على منحة لتمويل البحث لأكثر من جهة، لكي نستطيع الحصول على مركبين على الأقل يساعدوا في منع توغل الفيروس داخل جسم الإنسان”.
لم تكن تلك المبادرة الأولى التي تشارك بها العبلي، حيث إنها بادرت بحملة توعوية خاصة للعاملين بالجامعة الأمريكية، أثناء تواجدها كطالبة جامعية واستطاعت خلالها توفير تحليل للفيروس إضافة إلى أدوات العناية الصحية كقصاصات الأظافر التي تسبب انتقال الفيروس بسهولة، خاصةً أن الفيروس ينتقل عن طريق استخدام الأغراض الشخصية للشخص المصاب.
وبالرغم من دراستها للماجستير في ذلك الوقت، التي تحتم عليها التفرغ للدراسة والاستذكار، إلا أنها استطاعت تسجيل ثلاث براءات اختراع للجامعة الأمريكية، يتعلق اثنان منهما بالالتهاب الكبدي الوبائي الذي جذبها للبحث عنه أثناء الحملات التوعوية، والأخير لمحاربة الملاريا، ولكن يمكننا الجزم أنه بالرغم من عملها للقضاء على هذه الفيروسات إلا أن مشروع كورونا البحثي يعد الأحدث خلال خبرتها عبر سنوات.
وتنسب الباحثة الفضل في تنمية مهارات التفكير النقدي وحب الاطلاع إلى الجامعة الأمريكية حيث قالت:” كانت الجامعة بدايتي في الحصول على مهارات التفكير النقدي والدخول في عالم البحث العلمي، ويرجع الفضل إلى أساتذة الجامعة الذين لم يبخلوا بالمعلومات فيما يتعلق بالدراسة أو من خبراتهم المعرفية”.
ونوهت العبلي على ضرورة التحلي بالصبر مع الباحثين الجدد عن طريق الاستماع إلى أفكارهم، وعدم التسفيه منها لأنه: “يمكن أن نخبرهم بمدى جودة أفكارهم الجديدة، مع لفت الانتباه إلى إمكانية تطويرها بشكل أفضل”.
وقدمت العلبي نصيحة لطلاب الجامعة قائلة: “يجب على كل فرد إيجاد مصدر سعادته أيًا كان مجال عمله، التساؤل عن ماهية الوظيفة التي تسبب السعادة هي أولى خطوات النجاح، ولذلك لوجود حافز يدفعك للعمل في فترات الضغط والفتور، وحتى لو تكللت الجهود بالفشل سوف يتفوق الإنسان في المحاولات القادمة، والدليل أن محاولاتي الأولى لم ولن تكون الأخيرة، وذلك لأنني عادةً أنجح في المحاولة الثانية”.