يوم ١٤٢: هي الكورونا خلصت؟
يوم ١٤٢: ١٥ أغسطس ٢٠٢٠
عدد الإصابات في العالم: ٢١،٦٠٥،٦١٤
عدد الوفيات في العالم: ٧٦٨،٢٢٦
عدد الإصابات في مصر: ٩٦،٣٣٦
عدد الوفيات في مصر: ٥،١٤١
كتبت: ندى طارق
نائبة رئيسة قسم اللغة العربية السابقة وخريجة قسم الصحافة والإعلام
هي الكورونا خلصت؟
يراودني هذا السؤال منذ أن قرر رئيس الوزراء فتح كل ما تم إغلاقه أثناء حظر التجوال. بالرغم من أن ذلك الفتح كان يُعتبر جزئيًا وكان مازال يُتخذبالاجراءات الاحترازية، ولكني شعرت أن خوفنا من فيروس كورونا المستجد قل شيئًا فشيء وبدأنا في الرجوع إلى حياتنا الطبيعية وليست الحياةالطبيعية الجديدة كما سميت.
كانت لدينا جميعًا حيرة بين الرجوع إلى الروتين اليومي والاعتماد على وعينا وبين الالتزام بالبقاء في المنزل والاستسلام لبقاء الحال كما هو عليه.
بالنسبة لمن حولي، بدأ الكل في التعامل مع الوباء وكأنه انتهى وكأننا وصلنا إلى رقم صفر في عدد الحالات أو ببساطة كأن شيئًا لم يكن.
فمنهم من كان مؤجلًا لأي احتفالات سواء كانت حفل تخرج أو خطوبة أو عقد قران وبدأ أن يعيد حساباته ويحضر للاحتفال مع اتخاذ الإجراءاتالاحترازية، ولكن مازال شيء بداخلهم يقلقهم وبالتالي يفكرون جيدًا في الخطر الواقع عليهم وعلى أقاربهم كبار كانوا أو صغارًا.
وبدأ من كان يلزم منزله في الشهور الأخيرة في الخروج ومقابلة الأهل والأصدقاء.
ولكن صدمتي الكبرى كانت عندما خرجت من بوابات القاهرة متوجهة إلى عالم الساحل الشمالي.
نعم، عالم الساحل الشمالي..
عالم موازي لنا، لا يوجد به كورونا وكأن فكرة الوباء تُسلَب مِنّا كما يُسلب الخوف والقلق على بوابات هذا العالم.
صُدِمت من التعامل الطبيعي مع الحياة هناك، لا يوجد كمامات، لا يحافظ أحد على مسافة ال ٢ مترًا بين كل طاولة مطعم، لا يوجد تطبيق لأيةإجراءات احترازية.
كنت أنا الوحيدة المرتدية للكمامة وحاملة للكحول، وأخذ الجميع ينظر إليّ كأنني حاملة للمرض وسط الباقية السائدة المرتدية زيّ الشاطئ وتستمتعبالصيف مثل كل عام، بل وأكثر.
لم أر هذا العدد من الناس في هذا المكان من قبل.
وحقيقةً لا أعلم إن كان ذلك ناتج عن الكبت، أم قلة الوعي، أم الاستسلام للأمر الواقع.
أنا شخصيًا اعتقد أننا كمواطنين، يجب أن نتحلى بقدرٍ جيدٍ من المسؤولية تجاه أنفسنا والدائرة المحيطة بنا. ففتح المحال التجارية والبلد بشكل عام لا يعني أن الوباء قد انتهى. قد يعني أن الحالات المصابة قلت ولكن هذا يؤكد ضرورة التزام كل مواطن بالاجراءات الاحترازية وتطبيقها. وعلى سبيل المثال وليس الحصر، يجب أن نتعظ من البلاد المجاورة التي لم يتسم مواطنيها بالوعي الكافي بعد أن فُضَ الحظر وفتحت الأماكن واضطرت ان تعود للغلق مرة اخري.
اتمني أن يحفظنا الله من هذا الوباء وألّا نشهد موجة ثانية لقدر الله.