يوم ١٣٠: عصفور في اليد
يوم ١٣٠: ٣ أغسطس ٢٠٢٠
عدد الإصابات في العالم: ١٨،٤٣٥،٣٤١
عدد الوفيات في العالم: ٦٩٧،٠٩٠
عدد الإصابات في مصر: ٩٤،٦٤٠
عدد الوفيات في مصر: ٤،٨٨٨
كتب:حسين المعتز
محرر سابق
عندما فكرت في أن أكتب مذكرات لها علاقة بما حدث وما يحدث وما سيحدث بسبب المتغيرات الكثيرة الناتجة عن فيروس كورونا، وجدت نفسي أفكر في حياتي الشخصية قبل هذه الفترة.
هل كانت حياة صحية؟ هل كانت سعيدة؟
الإجابة هنا أني لا أعرف. لكني متأكد من واقع أنها كانت عبارة عن صراع مع الأولويات، حيث جعلت كل شئ تقريبًا أولوية، أريد أن أنجح في دراساتي العليا كي أحسن من فرصي في سوق العمل لكني أريد أن أعمل في نفس الوقت للحصول على الإستقرار المادي.. وفي نفس الوقت اريد أن العب رياضة واضع نظام غذائي صحي كي ابني جسمًا سليمًا وفي وسط كل ذلك أريد أن أحافظ على علاقاتي بجميع اصدقائي بعدم تفويت أي تجمع أو مناسبة اجتماعية، وبالطبع اتابع كل مباريات كرة القدم المعروضة وأشجع الفرق التي أحبها وأتابع أخبارها يوميًا.
بالطبع، نجحت في تحقيق العديد من الأشياء وتوصلت إلى نتيجة جيدة في بضعة أشياء ولكني فشلت في البعض الآخر. وهنا، كان مربط الفرس وهو عدم شعوري بالرضا والسعادة الكاملة دائمًا لأنني طالما كنت أشعر بنقصان شيئًا ما.
.”والسبب هو…التعامل مع كل شئ في حياتي على أنه “أولوية
وبالتالي، عند زوال كل تلك الأشياء مع بداية الإغلاق أو الحظر الناتج عن فيروس كورونا، شعرت بألم وحسرة كبيرة، ومع التفكير وجدت أن ما حدث كان مفيدًا بعض الشيء لأنني وجدت بعض الراحة.
في الوقت الذي كان من الشائع فيه ضرورة استغلال الإغلاق في شئ مفيد أو تطوير مهارة، كنت مقتنع بالعكس، انني يجب ان استغل هذا الوقت في الراحة والتفكير في إعادة ترتيب أولوياتي حتى أكون سعيدًا بحياتي الجديدة مع عودة كل شيء تدريجيًا إلى طبيعته، ووجدت الأتي؛
.١- الحفاظ على علاقاتي الإجتماعية مهم، لكن ليس من الضروري ان اكون مشاركًا في كل شئ مع كل الناس، ويجب أن افرق جيدًا بين أصدقائي ومعارفي
٢- سوف أقوم باختيار ما هو مفيدًا على المدى الطويل بالنسبة إلى عملي أو دراستي، وسوف أكون حريصًا جدًا في اختياراتي على ان اتجنب اي شئ يرضي أهداف شخصية قصيرة المدى وليست لها فائدة في المستقبل.
.٣- الحفاظ على الصحة مهم جدًا، لكن الأهم هو ان أكون سعيدًا ومقتنعًا بما أفعله كي أستطيع أن احقق ما أريده
.٤- لن أتوقف عن تقديم يد العون لمن يحتاجها، لكنني لن أكرس حياتي من أجل أشخاص آخرين وأقدم تضحيات من أجلهم
..وفي النهاية، يجب أن أعترف انني لم أكن سعيدًا بفترة الإغلاق ولم أخرج منها بشئ مفيد، لكنني حصلت على قسط من الراحة
:كان ذلك مهمًا جداً وتعلمت أنه ليس من العيب أن أفضَل الراحة علي “الأطماع” وتيقنت جدًا من أن
“عصفور في اليد أحسن من عشرة على الشجرة”