روتين حياتي والرغبة المتجددة في الصراخ
في السابع والعشرين من شهر مارس، تم فرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. يعم الهدوء في جميع أنحاء البلد من الساعة السادسة مساءًا حتى السادسة صباحًا في اليوم التالي
القصص التي نشاركها معكم هي قصص رواها أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية يعبرون عن كل ما يشعرون به إثر فيروس كورونا المستجد وكل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد،ليخبروا الجميع كيف يقضون يومهم أثناء العزل المنزلي وعن تجربتهم مع التعلم عن بعد
في تلك الفترة، نود أن نوثق كل يوم وكل لحظة نمر بها، لذلك نرغب في أن نستمع إلى مجتمع الجامعة كله من الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس
إن كنت ترغب في مشاركة قصتك معنا، راسلنا على
caravannews@aucegypt.edu
اليوم السادس والسبعون: ١٠ يونيو ٢٠٢٠
عدد الإصابات في العالم: ٧،٤٥٨،٦٤٦
عدد الوفيات في العالم: ٤١٩،٠٢٠
عدد الإصابات في مصر: ٣٨،٢٨٤
عدد الوفيات في مصر: ١،٣٤٢
كتبت: رانيا مكاريوس
خريجة قسم العلوم السياسية ودبلوماسية
ربما حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال، لست على دراية كافية بما حدث منذ تلك العاصفة التي أودت بروتين حياتي بشكل مجمل، أشعر برغبة عارمة في أن أصرخ ولكني أمتنع حتى لا يتصور من حولي أني فقدت عقلي
اعتدتُ النوم في الساعة العاشرة مساءًا تمامًا مثل الكتاكيت كي أستيقظ في موعد مناسب يؤهلني للوصول إلي عملي دون توتر لا داع منه، وفي عصر الكورونا، انقلبت حياتي رأسًا على عقب حتى أصبحت أنام بعد منتصف الليل واستيقظ في منتصف النهار.. وهو أمر لو تعلمون مفجع بالنسبة لي ولكل من يعرفني عن قرب
أحاول الاستمتاع بالجو الأسري الدافئ الذي طالما افتقدته أثناء تواجدي خارج البلاد حتى يبدأ الجيران بالمناوشات والخلافات التي تنتهي في أغلب الأحيان بالتلويح والتهديد بالطلاق مما يوقظ بداخلي
.الرغبة في أن أصرخ مجددًا ولكني امتنع للسبب المشار إليه من قبل
استمتع ببعض الوقت -لا اود استخدام كلمة (أهدر)- من خلال متابعة الفيسبوك والانستجرام والتلفاز، أحاول بكل ما أوتيت من قوة أن اقرأ، القراءة هي إحدى هواياتي بالمناسبة، إلا أن عقلي يرفض هذا الأمر تمامًا
.فأحاول في أوقات أخرى أن أمارس الرياضة إلا أن جسدي هو الآخر يرفض ذلك رفضًا قاطعًا
.في بعض الأيام، أنجح في الاختلاء بذاتي في إطار مراجعة النفس والتفكير بعمق في معنى الحياة وقيمتها، وفي أوقات أخرى أخفق في ذلك
وفي أيام استطيع التحدث والتواصل مع أصدقائي ربما بالساعات، وفي أوقات أخرى لا ارغب حتى في الرد على الرسائل الهاتفية، بل وينتابني الشعور بالرغبة العارمة في أن أصرخ ولكن أمتنع، وتعلمون السبب
.أيقنت أن السبيل الوحيد لتجنب الصراخ هو أن أحيا كل يوم بيومه غير مكترثة برغبتي الملحة والدائمة في انجاز شيء معين
في نهاية اليوم أذكر نفسي بأن الإنجاز والجد في الحياة شئ رائع ولكن قيمتي كإنسانة غير مرتبطة بما أقوم بإنجازه، لذلك أحاول أن استمتع بالتفاصيل الصغيرة مثل جلسة الحكاوي العائلية مع كوب نعناع أخضر فاخر أو الغوص في أفكاري والتعرف على نفسي بشكل أعمق
For The Caravan’s previous diary entries in Arabic and English go to our COVID-19 Special Coverage page