عن البعد والدايت وأشياء أخرى..
في السابع والعشرين من شهر مارس، تم فرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. يعم الهدوء في جميع أنحاء البلد من الساعة السادسة مساءًا حتى السادسة صباحًا في اليوم التالي
القصص التي نشاركها معكم هي قصص رواها أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية يعبرون عن كل ما يشعرون به إثر فيروس كورونا المستجد وكل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد،ليخبروا الجميع كيف يقضون يومهم أثناء العزل المنزلي وعن تجربتهم مع التعلم عن بعد
في تلك الفترة، نود أن نوثق كل يوم وكل لحظة نمر بها، لذلك نرغب في أن نستمع إلى مجتمع الجامعة كله من الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس
caravannews@aucegypt.edu إن كنت ترغب في مشاركة قصتك معنا، راسلنا على
اليوم الثاني والسبعون: ٦ يونيو ٢٠٢٠
عدد الإصابات في العالم: ٦،٩٩٣،٥٨٦
عدد الوفيات في العالم: ٤٠٢،٤٢٩
عدد الإصابات في مصر: ٣٢،٦١٢
عدد الوفيات في مصر: ١،١٩٨
كتبت: مريم رزق
صحفية في بي بي سي عربي
صراعان عشتهما طوال الثلاثة أشهر الماضية
“بص حضرتك هنعمل الانترفيو سكايب وبعدها تخلي حد يصور فيديوهات قصيرة لك وأنت بتشتغل. أيوة، تمام كدة بس نمسك التليفون بالعرض.. حلو جداً بس ممكن ناخد زاوية تانية؟”
“لو أكلت بسكوت الشوفان في الفطار، يعني ينفع آكل بيتزا في الغدا! وعملت ٤٠٠ خطوة بس ازاي؟ دة أنا لو دخلت الحمام بس هكون مشيت أكتر من كدة”
العمل لإنتاج تقارير تليفزيونية عن بعد والعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من زيادة الوزن.
كنت أظن أن العمل في بعض الأيام من المنزل سيكون أسهل، لكن الوضع على أرض الواقع لم يكن سهلاً على الإطلاق. تلقيت قرار الإدارة بمنع خروجنا للتصوير – لسلامتنا وسلامة ضيوفنا – بعد أن انتهيت لتوي من المكالمة مع أحد الضيوف لتقرير أعمل عليه. كنت قد بذلت مجهودًا كبيرًا لأجد بطلًا لهذه القصة التي أعمل عليها وبذلت مجهودًا أكبر لإقناعه بالمشاركة.
“حاولت أخذ استثناء فقط لهذه القصة، فقط لهذا اليوم، فهو ألم لو تعلمون كبير أن تقتل بيديك ثمرة جهدك. ولكن القرار قد صدر. “آسف، لا استثناءات”
عاودت الحديث مع الضيف، معتذرة عن موعد الغد، متحججة بتوقع إجراءات أوسع من جانب الحكومة ضد انتشار الكورونا وبالتالي تغيير محتمل في مجرى الأخبار والمحتوى المطلوب.
وقد كان، بالفعل اتخذت الحكومة إجراءات احترازية أكثر منها حظر التجوال وتقليل عدد الموظفين ووقف الطيران.
“كويس خليهم يسيطروا عالوضع. ايه ده! الطيران هيقف امتى!”
كنت قد أدركت في هذه اللحظة أن شقيقتي وابنيها الذين كانوا من المفترض أن يصلوا لقضاء الإجازة السنوية بدءًا من يوم الجمعة القادم، لن يتمكنوا من الوصول. فالمطار سيغلق أبوابه يوم الخميس.
تمنيت أن يكون كل ذلك للأفضل، في محاولة مني للتفكير بشكل إيجابي في التغييرات التي تحدث حولي، في الخطط التي وضعتها للعمل، والسفر ولقضاء وقت أحلم به وأتوق إليه من العام للعام مع صغاري الأحباء في الناحية الأخرى من المحيط.
“مريم.. مريم”
“أيوة أيوة معاكوا” يبدو أنني استغرقت وقتًا كبيرًا في التفكير، ولكنني الآن في الاجتماع التحريري، الجميع ينتظر اقتراحات بطرق غير تقليدية لمتابعة العمل
لماذا لا نطلب من أبطال القصة أن يصوروا أنفسهم؟” تبدو فكرة سهلة التنفيذ، ولكنها ليست بهذه السهولة التي ظننتها”
قصص عن نقل الصلوات الجماعية إلى المنازل، وصراع النفس مع العزلة الاجتماعية والعزل المنزلي والعلاج عن بعد، كلها حكاوى أنتجتها عن بعد وساعدني فيها أبطالها.
“نفعت القصة أهي.” افتح القناة لأتابع النشرات وانتظر أن أسمع اسمي على لسان المذيع بفخر وحماس طفولي. باقي ثلاث دقائق على بدء النشرة.
نسيت الكفتة في الفرن!!
هل يجب عليّ أن أعد الطعام كل يوم؟ إنه أمر مرهق بحق! أحاول ألا أطلب طعام وأن أعد كل شيء بنفسي، بدافع الوقاية وكذلك الإحساس بالإنجاز عند رؤية طبق جديد أعددته بيدي وأعجب به زوجي، كما أنه نال إعجاب المتابعين على ذلك الجروب.. علي أن استمر في الطهي وتصوير الأطباق لتزداد شعبيتي.. حلوة اللايكات برده بتسلي الواحد.
الكفتة معاها سلطة.
لماذا لا يتحرك المؤشر في هذا الميزان اللعين إلا في اتجاه اليمين! خطوة واحدة إلى اليسار أرجوك، ألا ترى أن الطعام أصبح هو سلوانا الوحيد الآن. كم أنك قاسي القلب.
خلاص يبقى ناكل ونحرق. ننزل نتمشى.
أرى صديقتي التي اشتقت إليها تتمشى في نفس المكان. ياه كم اشتاق للسلام عليها وحضنها! ولكننا اكتفينا بتحية عن بعد.
غريبة هي حياتي، وعاداتي في زمن الكورونا هذا.
“يا مريم، مريم!!” “أيوة أيوة معاكوا!”
لماذا لا يحلو لي التأمل إلا في الاجتماعات!
For The Caravan’s previous diary entries in Arabic and English go to our COVID-19 Special Coverage page