فترة ما قبل الجفاف الإبداعي
في السابع والعشرين من شهر مارس، تم فرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. يعم الهدوء في جميع أنحاء البلد من الساعة السادسة مساءًا حتى السادسة صباحًا في اليوم التالي
القصص التي نشاركها معكم هي قصص رواها أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية يعبرون عن كل ما يشعرون به إثر فيروس كورونا المستجد وكل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد،ليخبروا الجميع كيف يقضون يومهم أثناء العزل المنزلي وعن تجربتهم مع التعلم عن بعد
.في تلك الفترة، نود أن نوثق كل يوم وكل لحظة نمر بها، لذلك نرغب في أن نستمع إلى مجتمع الجامعة كله من الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس
إن كنت ترغب في مشاركة قصتك معنا، راسلنا على
يوم ٦٠: ٢٥ مايو ٢٠٢٠
عدد الإصابات في العالم: ٥٥٩١٦٦٨
عدد الوفيات في العالم: ٣٤٧،٩٤٤
عدد الإصابات في مصر: ١٧،٩٦٧
عدد الوفيات في مصر: ٧٨٣
عدد الإصابات في الولايات المتحدة الأمريكية: ١٧٠٦٢٢٦
عدد الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية: ٩٩،٨٠٥
كتبت: نورهان الغالي
مدير إداري في مركز الخازندار للبحوث والنماذج التجارية
.في يوم من أيام الحظر المنزلي -توقفت عن العد منذ فترة- اكتشفت أنني وجدت الراحة في العزل المنزلي
.بدأت بالفعل التأقلم مع الوضع، بل أكاد أكون أحببت تلك الفترة، وكعادتي أدركت أمرًا بيني وبين نفسي بخصوص تلك الفترة وحللتها تحليل دقيق بث في روحي وعقلي السكينة
.شهر وعدة أيام بالمنزل جعلوني اكتشف أن الحياة كانت مليئة بالسباقات والتنافس والصراعات مع النفس قبل الصراع مع الآخرين
صراعات فيها من كان يهدر كل طاقته ليصل إلى منصب ما قبل منافسيه.. ومن كان يحمل هم الغد والمستقبل وما يود تحقيقه حتي لا يشمت فيه الأعداء..من كانت تسعى لإيجاد شريك حياة قبل أن يفوتها العمر.. ومن كان قلق ويهرول في يومه ليحقق إنجازات يثبت من خلالها نفسه لنفسه.. وبالطبع منهم من كان يقارن نفسه بالاخرين ويشعر نفسه المسكينة بالذنب كل ليلة أنه ليس مثلهم
.والآن…أصبح كل ذلك بلا قيمة
.أوقف الزمن هؤلاء وأعطاهم فرصة أخرى لإعادة حساباتهم
وحتي أكون صادقة مع نفسي فقد مرت عليّ أوقات كنت كل هؤلاء في آنٍ واحد، أو قد أكون عشت كل حالة على حدا. فهؤلاء ليسوا أشخاص لا نعرفهم.. بل إنهم “أنا” و”أنت” و”هي” و”هو”…إنها حالات قد عاشها أي “إنسان” ساقته الأيام وأبعدته عن نفسه
وجاءت تلك الفترة لتعيدنا إلى أنفسنا مرة أخري، وأحسب من يلحظ ذلك شخصًا محظوظ. حقًا.. اختفي المتنافسون وخلت ساحة المعركة من الصراعات وهدأت أنفسنا لشعورها بأنه لم يفتها شيء، فقد أصبحنا كلنا سواسية وتوقف السباق
.لم نعد نركض ونلهث وراء المادة
.ولم يعد خط النهاية واضح أمام أي منا
وصدقًا وجدت أن تلك الفترة هي الوحيدة التي لا نتنافس فيها مع من حولنا للوصول… فأي وصول تتحدثون عنه؟
.أعطتنا الحياة راحة إجبارية علينا احترامها، ومن واجب أنفسنا علينا أن نريحها هي الأخري من التفكير والتخطيط
فكل ما خططنا له سالفًا زال في غمضة عين.. فكيف لنا أن نثق بعقلنا مرة أخري؟
نعم، في الوصول متعة وفي تحقيق الذات فخر للنفس ورفع للشأن ولكن ألا نستحق أن نأخذ قليلاً من الهدنة لنعود مجددًا لساحة المعركة بكامل قوانا؟
…فحتمًا سنعود، سنعود لحياتنا المزدحمة مرة أخري وكالعادة لن تكفينا الأربعة وعشرون ساعة لإتمام مهامنا وسنشتكي ونمتعض من التعب ودوامة العمل والروتين
.قد لا نجد وقتًا لنجلس به مع أنفسنا ونفكر ونتأمل، وسيكون من الصعب إيجاد ساعة نتحدث بها مع أحبابنا وسأعود أنا مرة أخري لفترة الجفاف الإبداعي
.لذا… دعونا نحب هذا السكون ونقف له وقفة تقدير.. فقد أدركت قيمة الراحة اليوم وأدركت حكمة الله في توقف الساقية
.و عن نفسي، قررت الاستمتاع بهذه الفترة قدر المستطاع وتقدير كل لحظة فراغ مرت وستمر عليّ مهما بلغ حجم الملل…فهي فترة الاستمتاع دون الشعور بالذنب
For The Caravan’s previous diary entries in Arabic and English go to our COVID-19 Special Coverage page.