هل فقدت حركة المقاطعة قوتها؟
الصورة بعدسة رياحين سام قطينة
تخوض إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية حربًا منذ السابع من أكتوبر و بدأ الأمر عندما هجمت حماس على إسرائيل من غزة. و هذا أدى إلى حملة عسكرية إسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثرَ من ٢٨ ألف فلسطينيّ في غزّة.ومع ارتفاع عدد الوفيات ونقص الغذاء والماء والكهرباء في غزة بسبب منع إسرائيل دخول هذه المساعدات الأساسيّة,
وفي ظل الظروف القاسية وقلة المساعدات والإسعافات الاولية المقدمة إلى غزة، كان الداعمون للقضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر يبحثون عن طرق لدعم غزة. ثم اكتسبت حركة المقاطعة اهتمامًا عامًا عندما أعلنت سلسلة مطاعم أجنبية شهيرة للوجبات السريعة أنها ترسل وجبات مجانية لإظهار تضامنها مع الجيش الإسرائيلي. كما انتشرت هذه الأخبار على قنواتٍ إخباريّة عدّة مثل الحرة وسكاي نيوز الأمر الذي أثار غضب الكثير وشجّعهم على مقاطعة المنتجات الأجنبية في السوق المصري.
وبعد أشهر من المقاطعة والبحث عن البدائل، بدأ بعض الناس بالعودة إلى عاداتهم الشرائية القديمة مرة أخرى وذلك لأنّ بعض المنتجات المحلية لا ترضيهم سواء من حيث الجودة أو الطعم. فتقول سحر محمد وهي ربة منزل مصرية ان بعض المنتجات المحلية مشابهة جدًا، إن لم تكن أفضل، من منتجات المقاطعة، لكن بعضها الآخر لم يكن بنفس الجودة أو الطعم. وأضافت أنها مازالت في رحلة البحث عن بدائل أفضل في المنتجات المصرية لأنها تدعم حركة المقاطعة .
ومن ناحية أخرى، هناك من لا يعتقد أن المقاطعة ستفيد أي طرف وأنها قد تؤثر على الاقتصاد المصري بشكل أكبر كما قال سعيد بولس، منظم رحلات في شركة سياحة، إنه لا يعتقد أن المقاطعة ستحدث أي تغيير على الوضع في غزة، وأنه لا يزال يشتري منتجات أجنبية. و أيضا وأضاف بولس إن طبقا الى معلوماته عن اقتصاد مصر، هذه المنتجات الأجنبية مفتوحة في مصر مما يعني أنه سيفيد اقتصادنا وليس الشركة الأم حيث أن أسهمها منخفضة للغاية.
وبينما بدأ الكثير من الناس في البحث عن بدائل محلية، فلا شك أن هناك تراجعًا ملحوظًا في الشركات والسلاسل الغذائية الأجنبية. و نشرت سكاي نيوز العربية نتائج أعمال بعض تلك الشركات عن جانب من التأثر بشكل مباشر وكشفت ماكدونالدز عن إيرادات أقل من التوقعات، “بقيمة 6.41 مليار دولار (بينما التوقعات كانت تشير إلى 6.45 مليار دولار).” نتائج أعمال “ستاربكس” أيضاً عكست جانباً من التأثر، حيث سجلت إيرادات بقيمة “9.4 مليار دولار، أقل من التوقعات التي تشير إلى 9.6 مليار دولار.”
على الرغم من ازدياد الإقبال على شراء المنتجات المحلية إلا أن الشركات الأجنبية بدأت حملات دعائية للتخفيف من تأثير المقاطعة واسترجاع ثقة الناس، مثل مكدونالدز التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بيان تثبت فيه أنها شركة مصرية مئة بالمئة ويمتلكها رجل أعمال مصري.
و مع انتشار الوعي حول حركة المقاطعة، استفادت علامات تجارية مصرية أن تكتسب مكان أكبر في البيوت المصرية ومن هذه العلامات هي شركة Green Cola للمياه الغازية والتي تقول كريستين مراد، مديرة التسويق فيها ان الكثيرين أصبحوا يسألون عن ابتكارنا مذاق مشابه للسبرايت او سفن آب مما ساعدنا على تحسين نكهة الليمون”.
وأضافت مراد “نرى جميعًا الآن أن العديد من الشركات في السوق الأجنبي تغلق فروعها بسبب الخسائر الكبيرة الناتجة عن انخفاض نسبة المبيعات مثل ستاربكس، ماكدونالدز، كنتاكي، إلخ.” ولا شك أن حركة المقاطعة ساعدت بشكل فعّال في تسليط الضوء على المنتجات المصرية المحلية, بحسب ما تقول مراد، حيث أنّهم لاحظوا زيادة هائلة في المبيعات، مع تزايد عدد الأشخاص الذين يسألون عن Green Cola وأماكن تواجد منتجاتهم, لكنها تخشى من أن حركة المقاطعة قد تضعف مع الوقت حيث بدأ البعض في العودة لشراء المنتجات الأجنبية بما سيؤثر على المنتجات المحلية التي استفادت منها مثل بيج كولا وسبيرو سباتس.
هذا الاتجاه نحو العلامات التجارية المحلية ساهم بالفعل في تحسين الاقتصاد المصري, فبحسب تصريح لرئيس جمعية رجال الأعمال المصريين أحمد الزيات نشر في نوفمبر الماضي في جريدة الأهرام فإن المقاطعة وفرت فرصة قوية للصناعة المصرية لإعادة إحياء شعار صنع في مصر”.
ويبقى السؤال إذا كانت حركة المقاطعة ستستمر بنفس القوة التي بدأت بها أم ستخفت بالتدريج ويعود الذين انضموا لها لعاداتهم الشرائية السابقة.