“عدسات تروي التاريخ: رحلة داخل المعرض الفوتوغرافي السنوي بالجامعة الأمريكية”
تستضيف كلية الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة المعرض السنوي لمسابقة الصحافة المصرية للتصوير بمعرض الصور الفوتوغرافية التابع للكلية، و ذلك منذ الخامس عشر من فبراير الجاري و حتي الرابع عشر من الشهر القادم، و تعد تلك المسابقة السنوية، المُنظَّمَة من قِبل شعبة المصورين في نقابة الصحفيين، واحدة من أبرز المسابقات على مستوى الجمهورية، وتحتفي هذا العام بدورتها الثامنة عشر.
و بالرغم من أنها السنة الثانية على التوالي التي تتعاون فيها كلية الصحافة والإعلام مع الهيئة المُنظّمة للمسابقة، إلا أن التغيير الجذري يكمن في توسيع معايير اختيار الصور هذا العام ، حيث عُرضت صورًا صحفية نقلت الأخبار المحورية التي وقعت في المنطقة.
يسلط المعرض الضوء على أربعة موضوعات رئيسية: الحروب في المنطقة، انقطاع الكهرباء، عمليات الهدم في مناطق القاهرة التاريخية و قصص اللاجئين والنازحين، ويمكن أيضًا التعرف على مزيد من التفاصيل عن كل المشاريع المعروضة من خلال الملصقات الموجودة بجانبهم، التي تعرض الخلفية التاريخية والثقافية حول المواضيع التي تمت مناقشتها؛ لإعطاء منظور أكثر وضوحاً للمتفرجين.
وعن أسباب اختيار هذه الصور تقول دينا الديب أمينة معرض التصوير الفوتوغرافي إنهم قرروا التركيز على القصص المصورة والصورة الاخبارية بحيث يستطيع من يشاهد المعرض أن يتعرف على أبرز الأحداث التي جرت في مصر خلال العام.
فعلى سبيل المثال، أوضحت الديب أنه على الرغم من عدم امتلاك الصحفيين المشاركين في المسابقة تصاريح للتصوير في غزة، إلا أن العديد من الصور المعروضة تسرد دور مصر خلال التصعيد العدواني على غزة وتعكس المعاناة التي يمر بها أهل هذه المنطقة، وأضافت أن هناك العديد من الصور التي التُقطت من الجانب المصري لمعبر رفح رصدت قصصاً مهمة توضح الدور المصري في تقديم الإغاثات والمساعدات لأهالينا هناك.
وهذا ما يتفق مع دور الصحافة في تسليط الضوء علي القضايا المهمة من خلال الصور و القصص، كما يقول مجدي إبراهيم، رئيس شعبة المصورين بنقابة الصحفيين ورئيس قسم التصوير في جريدة الشروق. و الذي يضيف أنه بالرغم من أن لجنة التحكيم لم تهدف إلى نشر الوعي عن حدث بعينه، إلا لأن المسابقة قائمة بالأساس على الاهتمام بالشأن الصحفي ولذلك كان من الطبيعي أن يسيطر الشأن الفلسطيني على الأعمال المعروضة.
و عن معايير الاختيار يقول ابراهيم إن أسس اختيار الصور تختلف من فئة إلى أخرى، فالقيمة الإخبارية كانت شرطاً من شروط اختيار الصور في فئة التصوير الإخباري ، على عكس فئات الحياة اليومية والقصص المصورة على سبيل المثال؛ فتلك الفئات يتم تقييمها بناءً على أسس تضعها لجنة التحكيم وعملية تصويت يقوم بها الحكام.
كانت تلك المسابقة بمثابة فرصة ذهبية للمصورين المشاركين؛ ليستخدموا مواهبهم في قصّ ما يمر به المجتمع من نجاحات وإخفاقات، حيث إن الصور المعروضة لا تقتصر فقط على الحروب في المنطقة، ومن هؤلاء فارس السيد، الحاصل على المركز الثاني في فئة الحياة اليومية، الذي يرى أن كل صورة تعكس قصة معينة، فالتصوير ينقل لنا قصصًا عبر الزمن؛ لذلك فهو يعتبر دوره كمصور لا ينتهي عند نشر الصور؛ لأن تلك الصور ستستخدم في زمن آخر حتى إذا المصور نفسه أصبح غير موجود.
كما أوضح السيد بعض التفاصيل وراء صورته الفائزة، حيث إنها تعكس طبيعة العمل في مجال الصيد، وتوضح البيئة الموجودة في الميناء وأسواق السمك، كما تضمّن ذلك المشروع تقنية جديدة، وهي السرد من خلال الصوت، فقام السيد بجمع التسجيلات الصوتية للأجواء المحيطة بالأماكن التي تم تصويرها؛ لإعطاء المزيد من التفاصيل حول الحياة اليومية في تلك الأماكن، و يوضّح قائلًا : “هناك مصطلحات معينة تتردد بين الصيادين، وأشياء تم تصويرها من قبل ولكن لا نعرف عنها شيئًا ، لذلك أردت توصيلها من خلال الصوت والصورة. وقد تركت جزءًا من الغموض؛ ليتخيل المتلقي ما يحدث في تلك الأماكن”.