هل الصناعة اليدوية الفلسطينية على حافة الاختفاء؟
تحرير: يسر عبد الرسول
صورة التقطها سلمى هاشم
تطريز الجلابيب المنقوشة…صناعة الزجاج… صناعة صابون زيت الزيتون… الصدف… صناعة السجاد: هي حرف ومنتجات فلسطينية شهيرة، ويبقى السؤال المطروح عن تأثير الحرب والأوضاع الحالية على هذه المنتجات وتوفرها.
كانت الحرف الفلسطينية وعلى مدار السنوات، تتأثر بالأوضاع الحالية بسبب الاحتلال الإسرائيلي وكانت تتأثر الصناعات الفلسطينية بسبب ارتباطها بالإقبال السياحي، مما أدى إلى تراجعها بسبب ركود السياحة منذ بداية الاحتلال.
خليل نضال، صاحب صفحة (هولي لاند بوتيك) للحرف الفلسطينية على موقع التواصل الاجتماعي انستجرام، قال “لا أحب التحدث في السياسة والدين خصوصًا عند التحدث عن الحرف الفلسطينية لأنني لا أحب ربط فلسطين فقط بالسياسة رغم أنها شيء لا ينفصل عن حياتنا ولكن يوجد لدينا ثقافات متعددة خصوصًا أن عملنا يستهدف الكثير من الأشخاص الذين يعيشون خارج فلسطين ولا يعلمون شيء عن فلسطين غير النزاع الدائم. لهذا أحاول نشر الوعي حول الثقافة الفلسطينية والفن الفلسطيني”.
حاول الكثير من صناع الحرف الحفاظ على وجود منتجاتهم في الكثير من البلدان لمحاولة نشر الفنون والحرف الفلسطينية. وأيضًا توعية الناس قدر الإمكان أن فلسطين ليست فقط عبارة عن قضية سياسية ولكن يوجد بها الكثير من العناصر الثقافية الأخرى.
قال سامح زكي، أحد ملاك المتاجر التي تقوم ببيع المنتجات الفلسطينية، “كانت الحرف الفلسطينية في مصر معروفة على مدار السنين ومتواجدة في الكثير من المحلات السياحية. لا أعلم ماذا سيحدث الآن في هذه الحرف الفريدة التي لا بد من تقديرها على مدار الحياة.”
كانت المنتجات الفلسطينية متاحة على مدار السنين في السوق المصري وفي المتاجر ولكن لم يكن يعلم الكثير من الناس أن هذه المنتجات فلسطينية الصنع. كانت تصدر المنتجات إلى العديد من البلدان عن طريق الموردين، وكانت هذه المنتجات تمثل الحضارة والتراث الفلسطيني.
كان نحت خشب الزيتون والتماثيل على سبيل المثال من الأشياء المميزة من المنتجات الفلسطينية وغيرها من المنتجات مثل صناعة الزجاج التي كانت تتواجد بشكل كبير ولكن لم يكن الناس مدركين مكان الصنع.
عبر زكي قائلًا: “إن المنتجات الفلسطينية ذات الجودة العالية مثل السجاد والأزياء المطرزة كان عليها إقبال شديد من السياح “.
كان صابون زيت الزيتون الطبيعي من الصناعات الفلسطينية المعروفة في مصر بإسم الصابون النابلسي. اشتهر بهذا الإسم بسبب صناعته في مدينة نابلس منذ القدم. يتميز هذا الصابون بطبيعته لأنه مكون بنسبة كبيرة من زيت الزيتون ويتميز بعدم وجود رائحة له وخفته على البشرة.
قال أحمد السيد، وهو أحد العاملين في متجر في وسط البلد، “نقوم ببيع صابون زيت الزيتون في المتجر ولكن لا أعلم إن كان صناعة فلسطينية أم لا. لا أعلم أيضًا إن كان استيراد المنتجات الفلسطينية مازال قائمًا بسبب الاسرائيليين والأوضاع الموجودة في فلسطين. أعتقد أن وجود المنتجات الفلسطينية لن يتأثر في مصر أو أي بلد آخر بسبب وجود الفلسطينيين في [العديد من] هذه البلدان فهم يحاولون قدر الإمكان على إحياء تراثهم الفلسطيني بسبب تعلم الكثير منهم هذه الصناعات وإن شاء الله لن نترك منتجات إخواتنا تختفي.”
إن الحرف التقليدية تعبرعن البلد بجميع تفاصيله بما في ذلك الحضارات والتقاليد. لكن عند الحديث عن الحرف والمنتجات الفلسطينية يجب أيضًا ذكر الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتبر السبب الرئيسي في التعثرات التي تمر بها هذه الصناعات والمنتجات الفلسطينية علمًا بأنه سبب في إنهاء وإغلاق الكثير من المشاغل والمصانع في فلسطين.على سبيل المثال كان يوجد ٤٠ مصنع صابون زيت الزيتون في نابلس و لكن بعد زلزال ١٩٢٧ ووجود الاحتلال الإسرائيلي تبقى فقط مصنعين حاليًا.
عبدالله سابا، طالب فلسطيني في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قال: “في بداية تواجدي في مصر لم أكن أشعر عند رؤية المنتجات الفلسطينية أنني أفتقد فلسطين، ولكن بعد مرور بعض الوقت أصبحت أقوم بشراء المنتجات التي تذكرني بفلسطين ووضعها في غرفتي حتى لو لم تكن فلسطينية الصنع بالفعل لأنها تذكرني ببلدي”.
تحمل الحرف الفلسطينية ذكريات لدى الكثير من الفلسطينيين وقرر البعض إحياء المنتجات الفلسطينية في الكثير من البلدان بعد السفر إليها.
قال سيف علاء، طالب فلسطيني بالجامعة، “لم أعش في فلسطين أبدًا وأرى المنتجات الفلسطينية هنا في مصر، لكن الكثير من الناس لا يعلمون أنها فلسطينية الصنع وعلى الرغم من عدم تواجدي في فلسطين من قبل إلا أن عدم الوعي لدى البعض بالمنتجات والحرف الفلسطينية يجعلني أشعر بفقدان هذا التراث”.