Uncategorized

إبراهيم حجازي : بطل من أبطال حرب أكتوبر

ذكريات تخلد ولا تنسي 

تحرير: أدهم قناوي 

الصورة من فليكر

مَر خمسون عامًا على حرب السادس من أكتوبر المجيد الذي انتصر فيها الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي؛ فمن المهم تسليط الضوء على شخصيات مؤثرة بالحرب، وأحد هذه الشخصيات المميزة ذوي البصمة الفارقة الراحل الصحفى والإعلامى الكبير إبراهيم حجازي.

وُلد الصحفى إبراهيم حجازى عام ١٩٥٤ ووافته المنية العام الماضي في شهر يناير. درس حجازي في المعهد العالي للتربية الرياضية بالهرم، وتخرج منه عام ١٩٦٧، وبعد تخرجه بحوالى ٩ سنوات التحق بمؤسسة الأهرام ليبدأ مسيرته المهنية ككاتب صحفي؛ إذ التحق  بمؤسسة الأهرام عام ١٩٧٥ وفي عام ١٩٩٠  أسس إبراهيم حجازي مجلة الأهرام الرياضي، وظل رئيس تحرير بالمؤسسة لمدة ١٩ عام. 

لم  يقتصر عمل حجازي على مجال الصحافة، إذ قام بتقديم برامج تلفزيونية، وكان أشهرها برنامج «في دائرة الضوء»، وتم  أيضًا تعيينه في مجلس الشيوخ عام ٢٠٢٠.

 باﻹضافة، كان حجازي ضابط صاعقة ومظلات بالجيش المصري، وأحد أبطال حرب أكتوبر. كان محبًا ومكافح لوطنه وقت الحرب. قال حجازي فى إحدى اللقاءات التلفزيونية على قناة دي إم سي: ” الشعور الذي يبقيني على قيد الحياة أن الحرب كانت بالأمس”.  

في السادس من أكتوبر من كل عام، كان حجازي يجمع عائلته ويتحدث معهم عن الحرب، وعن شعوره، ومدى فخره بهذه الفترة. 

قالت ليلى وليد، حفيدة الراحل إبراهيم حجازى، أنه “كان دائمًا يقظًا عندما يتحدث أحد عن الحرب، وإذا قيل أي معلومات مضللة عن الحرب كان يصححها بالحقيقة”. 

قالت رشا حجازي ، ابنة الراحل إبراهيم حجازي، أن الحرب تركت أثر كبير على والدها، وكان محب لوطنه مصر. أضافت حجازي، “يحبها أكثر منا حقًا” . 

“كان دائمًا يحكي عن الحرب بأحداثه المفصلة؛ بالتاريخ والساعة، وكان فخورا جدًا بما حققته مصر من انتصار، ومع أنها  مليئة بمخاطر مرعبة لكنه  أراد العودة لكل ذكرى له بالحرب”، قالت حجازي. فلقد احتفظ الراحل إبراهيم حجازي ببدلة من بدل الحرب، وذخيرة من الذخائر الإسرائيلية لمدى اشتياقه لأيام مشاركته بالحرب.

أضافت وليد أن جدها كان يربط دائمًا ما يحدث في الأيام الحاضرة بالحرب من أصغر إلى أكبر الأحداث. على سبيل المثال، إذا اشتكت أن الطقس حار كان يخبرها أنهم كانوا يقاتلون أثناء الحرب في درجات حرارة أعلى من ذلك. 

 قالت إنه كان دائمًا يريدهم أن يكونوا شخصيات قوية، وأن يفكروا بطريقة تساعدهم على مواجهة المواقف الصعبة في الحياة.

قال الراحل إبراهيم حجازي في إحدى حواراته التلفزيونية أن حرب أكتوبر هي أعظم شيء في تاريخ الأمة العربية،  وأن الشباب المصري الذي يرغب في الهجرة يجب أن يعلم أن مصر صنعت المعجزات، في حرب أكتوبر، و فعلت المستحيل بإرادة الشعب المصري.

قال الكاتب الصحفي في إحدى اللقاءات التلفزيونية :”حرب أكتوبر بدأت فى ٩ يونيو، وذلك فى عز الهزيمة وكنا نظن أننا لم ننتصر ولكن فعلها الجيش المصرى”، ووجه رسالة للشباب قائلًا: “نحن شعب جميل وعظيم، ويجب أن نحارب جميعًا  من أجل الوطن”.

قالت حجازي أن هناك قصة يحبها والدها وكان لها تأثير كبير عليهم. كان حجازي في استطلاع وفوجئ بحطام طائرة مصرية وأشلاء لطيار مصرى لا يظهر له ملامح، أخذ حجازي رقم الطائرة وما تبقى من الشهيد قائد الطائرة وقام بدفنه في مكان هو يعلمه. وفى أقرب إجازة له بالقاهرة قام بتبليغ الإدارة بما حدث، واستعلم عن اسم الشهيد برقم الطائرة والإدارة بلغت عائلته. بعد عدة سنوات فوجىء بشابة تتصل به تليفونيًا وقالت له أنها ابنة الشهيد الذى قام بدفنه، واعتقدت أسرة الشهيد أنه مفقود لولا إبلاغ حجازي للإدارة وعلمت ابنته أن والدها بطل .

قالت رشا حجازى “تأثر أبى كثيرًا بهذه المكالمة، وقال لنا هذا واجبى وهذه هى روح الجيش والحرب، نحن إخوة؛ لن أنسى هذا الموقف ابدًا.”

قال حجازى فى لقاء تلفزيوني ببرنامج مساء دي إم  سي: “أكتوبر ليست أغنية أم فيلم، أكتوبر هي الوعي”، مضيفًا: “أقسم بالله لم نفطر يومًا في رمضان والمتزوجين لم يفكروا في بيوتهم ولا أطفالهم”.

أضاف “كنت أفكر فى بلدي، الأرض كانت هي القضية، إما نخرجهم من هذه الأرض أو يُدفنون فيها”. 

رحل إبراهيم حجازي  وترك تاريخ و ذكريات خالدة.