هل عطلة نهاية الأسبوع مازالت “عطلة”؟
تقرير: بسنت شحاتة
@passantkshehata
تحرير: منار عيسى
مصطلح “العطلة” قائم على “تعطيل” العمل أو التوقف عنه فترة لسبب معين؛ فالعطلات الرسمية مثلًا تكون للاحتفال بالأعياد القومية أو الدينية التي تتضمن قضاء الوقت مع العائلة أو السفر، وكذلك عطلة نهاية الأسبوع ولكنها ليست للاحتفال، بل لتعطيل العمل لغرض الراحة ليوم أو اثنين فحسب ثم المواصلة مع بداية الأسبوع الجديد
ينطوى ذلك التعريف على افتراض أن الطالب لا يستطيع العمل دون تخلل فترات راحة، ولكن هل مازال الطلاب يقضون عطلة نهاية الأسبوع في الاستمتاع بالوقت مع العائلة أو الراحة فعلًا؟
مع تقدم التكنولوجيا ووسائل التعلم، تسارعت وتيرة الحياة العملية والطلابية وازدادت متطلباتها، ومن ثَم ازداد الضغط العصبي والحاجة للدعم النفسي خلال الدراسة
حيث أصبح من الصعب تلبية متطلبات المواد الدراسية من مذاكرة وأبحاث ومشاريع مع الحفاظ على توازن الحياة العملية مقابل الحياة الاجتماعية
قالت مريم زناتي، طالبة بالسنة الأخيرة بقسم علم النفس والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: “عادةً ما يكون أمامي خيارين؛ إما أن أقضي الوقت مع عائلتي؛ أولويتي الأولى خلال العطلة، وفي تلك الحالة سأقضي الأسبوع الجديد دون قدر كافي من النوم لأنني سأضطر أن أنهي مذاكرتي وواجباتي خلال أيام الأسبوع بعد انتهاء المحاضرات، وهو وقت غير كافي لإنهاء ما لدي من واجبات: وأما أن اقضي نهاية الأسبوع في المذاكرة مع إهمال جوانب الحياة الأخرى من أصدقاء وعائلة أو حتى وقت فراغ اخصصه للاهتمام بهواياتي؛ فأنا على سبيل المثال أخطط لممارسة الرياضة منذ فترة ولا أجد الوقت أو الطاقة الكافية لذلك”
أضافت زناتي أن رفاهية الراحة قد تتوفر أثناء نهاية الأسبوع في أول أسبوعين من الفصل الدراسي، ولكن مع اقتراب امتحانات نصف الفصل يزداد ضغط العمل بشكل كبير
على الصعيد الآخر، قالت إيمان عُمري، أستاذ مساعد بقسم علم النفس ومساعد مدير مركز الدعم النفسي للطلاب بالجامعة، “يجب أن تكون عطلات نهاية الأسبوع مخصصة للراحة والاسترخاء والمرح أيضًا، بالإضافة إلى التواصل مع الأصدقاء والاعتناء بالنفس”
أكدت العمري أنه من الضروري أخذ بعض الوقت لإعادة شحن طاقتنا لنستطيع أن نواصل عملنا بشكل فَعال
أضافت أيضًا: “لا يضطر طلابي لتأدية الكثير من متطلبات المادة التي أدرسها خلال عطلة نهاية الأسبوع في حال أنهم يقومون بالعمل المتوقع منهم خلال الأسبوع بانتظام، ما عدا المشاريع الكبيرة خاصةَ التي تتضمن العمل في مجموعات، فتلك من المحتمل أن تتطلب عملاًً مُطولاً خلال فترة العطلة”
قالت العمري أن العمل دون فترات من الراحة أو وقت فراغ للقيام بأنشطة أخرى يؤثر على الصحة النفسية والجسدية بشكل كبير، لأن الضغط العصبي يُضعف المناعة أيضًا، ومن ثَم نُصاب بالأمراض والإرهاق فنصبح عاجزين عن تأدية ما خططنا له من عمل
أكملت أن العمل المستمر يؤدي بدوره إلى الإحباط ويجعل الأنشطة التي اعتدنا أن نستمتع بها غير ممتعة وتفقد معناها، فينخفض معدل الإنتاج وتسوء الحالة المزاجية
تابعت العمري: “من الناحية المثالية إذا قام الطلاب بإنهاء أعمالهم في الجامعة خلال اليوم الدراسي، سيكون لديهم الوقت الكافي للاستمتاع وممارسة هواياتهم واهتماماتهم، ففي النهاية الحياة لا تتمحور حول الدراسة
“التحدي الذي يواجهه معظم الطلاب هو كيفية خلق هذا التوازن مع الحفاظ على مستوى جيد من التفوق الأكاديمي
قالت شيرين زكي، أستاذ مساعد بقسم علم النفس بالجامعة، “في الوقت الحالي ومع التقدم التكنولوجي، زادت الحاجة إلى تخصيص وقت أكثر للعمل، سواء على المستوى الدراسي أو الوظيفي أي من ناحية ساعات العمل، فذلك هو الوضع العالمي الراهن الذي أصبح من الضروري التعامل معه”
أضافت زكي أن الراحة ضرورية لإيجاد الطاقة الكافية لمواصلة حياتنا اليومية، ولكن التوازن يتحقق بتنظيم الوقت بدقة لأن كل شخص متحكمًا في إدارة وقته وطاقته وجدول أعماله، و”يجب أن نقاوم ونحاول أن نتكيف مع هذا الوضع الجديد حتى نقدر على الصمود”
قالت فريدة حفيظ، طالبة بالسنة الأخيرة بقسم العلوم السياسية: “ظللت أعاني من الضغط الدائم وعدم القدرة على التوفيق بين الدراسة والحياة الاجتماعية وتخصيص وقت للراحة، ولكن ابتداءًا من العام الدراسي الاخير الأخيرة بدأت أتقن تلك المهارة، خاصةً بعد استغلال يوم الثلاثاء حين لا يوجد محاضرات، وأقضي هذا اليوم مع عائلتي وأصدقائي.”
أضافت حفيظ أن أحد الأشياء التي ساعدتها على إتقان تنظيم وقتها وتحقيق توازن العمل والحياة الاجتماعية هو الالتحاق بتدريب عملي في عطلة الصيف، حيث اختلطت بالحياة العملية واصبح لديها قدرة على استيعاب شكل الحياة ما بعد التخرج مما جعل حياتها الجامعية أقل توترًا
قالت ريم عفيفي، طالبة بالعام الأخير بقسم الإقتصاد: “أستطيع أن أوازن بين العمل والدراسة وحياتي الاجتماعية إلى حد كبير، فأنا أعمل كمساعد لأحد الأساتذة منذ الفصل الدراسي السابق واعتدت أن أنهي ساعات عملي في نهاية الأسبوع يوم السبت أو يوم الثلاثاء حيث لا يكون لدي محاضرات، ولكني أحرص دائمًا على أن أترك يوم الجمعة بدون عمل أو دراسة تمامًا.”
أضاف عفيفي أن أكثر الأوقات ضغطًا وإرهاقًا هي أوقات امتحانات نصف ونهاية الفصل الدراسي لأنه يكون مطلوب منها أن تساعد الطلبة عن طريق شرح ما يحتاجون في المادة العلمية وتصحيح الامتحانات في نفس وقت امتحاناتها كطالبة