عزازي يفوز بجائزة الباحثين العرب في العلوم الطبية
نال حسن عزازي أستاذ ورئيس قسم الكيمياء في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، جائزة مؤسسة عبد الحميد شومان للباحثين العرب في العلوم الطبية لهذا العام، وذلك لإنجازاته طوال الثمانية وعشرين عاماً في مجال الكيمياء، مثل دوره في المجلة العلمية «السيفير» كرئيس تحرير في فريق الكيمياء الحيوية. بالإضافة إلى جائزة المبدع العالمي التي حصل عليها عام 2014 من قِبَل جامعة تكساس.
أسس عزازي فريق للباحثين مِن شتّى التخصصات العلمية، وشرح أن هدف هذا الفريق ليس القيام بالأبحاث العلمية فقط، على الرغم مِن الأهمية الكبرى التي تقدمها الأبحاث العلمية للمجتمع، ولكنه يهتم أكثر بالأبحاث التطبيقية لأنها كما قال تُفيد المجتمع أكثر مِن الأبحاث العلمية التي لا تُطَبق وتظل كلام على ورق.
أوضح عزازي أن هدفه هو معالجة المشاكل الصحية سواء كانت قومية أو عالمية، خاصةً أن مِصر تُعاني مِن مشاكل كثيرة في الصحة.
شرح عزازي أيضاً أن الفريق يقوم بعملية كاملة بدايةً مِن العثور على أزمة صحية مُعينة ومناقشتها واقتراح حلاً مناسباً إلى تقييم هذا الحل بالنسبة لتكلفته وإمكانية تطبيقه.
قال عزازي، «أُريد أن أُنمي نموذج مبدأي أو مُنتَج يصل إلى المستشفيات وما إلى ذلك.»
أضاف عزازي أن مشكلة الصحة في مصر في وجود حواجز تمنع المواطنين مِن الوصول إلى الموارد الصحية وذلك إما بسبب إرتفاع أسعار تلك الموارد كالمستشفيات، أو لعدم توفر كل سُبُل العلاج في بعض الأماكن كالأقاليم، فلذلك يعمل عزازي وفريقه على الحد مِن تلك التحديات قدرالمُستطاع.
أُطلَق على هذا الفريق اسم «فريق بحث التشخيصات والعلاجات الجديدة» ويضم خريجين في الهندسة والصيدلة والكيمياء والطب. لا يقتصر على خريجين الجامعة الأمريكية فقط، بل مِن جامعات مختلفة على مستوى الجمهورية. أوضح عزازي أن إهتمامه بالخريجين أكثر مِن الطلاب لأنهم أكثر خبرةً وأكثر تفرُغاً للأبحاث وللتجارب العلمية.
قال عزازي، «أقوم بإختيار أعضاء الفريق بُناءاً على أساس صلب وهو البحث عن الخريجين الذين يتسمون بالابتكار والعقلية الريادية حتى يستطيعون إيجاد حلول فردية وجديده للمشكلات الصحية التي نُعالجها، والذين أيضاً يستطيعون تحويل الفكرة إلى مُنتج.»
قام هذا الفريق حديثاً بإبتكار نظام آلي للكشف عن الفيروسات والأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية، أو أي فيروسات تؤثر على صحة الإنسان، وذلك في المناطق النائية.
قال عزازي، «نحاول أن نصنع جهاز وعامل كيميائي لكشف تلك الفيروسات بالإضافة إلى عزلها، وذلك بأقل التكاليف وبأساليب بسيطة.»
أَضاف أيضًا إنه إذا أراد شخصاً ما -يقطن في الأقاليم- أن يقوم بفحص فيروس التهاب الوباء الكبدي، لابد أن تُرسَل عينة الدم الخاصة به إلى معامل في المدينة، ووسائل النقل التي تُستخدم قد تضر العيّنة، فحينما تصل للمعمل لا تكون في هيئتها الأولى.
قال عزازي أن تركيزه هو تلك المناطق لأنه يريد لها أن تكتفي بمواردها ولا تلجأ إلى المدينة كلما احتاجت، وذكر «أهداف التنمية المستدامة في الأمم المتحدة» كمثال على ذلك.
أضاف على ذلك ارتفاع الأسعار لتلك الفحوصات، ونتيجة لذلك فهي أصبحت غير مُتاحة للجميع. لذلك، يعمل النظام الآلي على تسهيل عملية الفحوصات.
يُعتبَر هذا النظام الآلي كجزء مِن كل. أي، إنه الخطوة الأولى ولم يُطبَق بعد. وذلك كما شرح عزازي، لأن القيام بعمل مشروع أو جهاز على هيئة مُنتَج يُقدم إلى المجتمع، هو شيء ليس بسيطًا ويحتاج وقت ومجهود.
يُسمى هذا المشروع «وحدة التحاليل الطبية الجزيئية المتكاملة» والهدف منه كما شرح عزازي هو تقليل الأسعار والتواجد في الأماكن النائية.
يُكوَن من عدة خطوات؛ النظام الآلي لإستخراج الأحماض النووية مِن الدم، بالإضافة إلى خطوة كيميائية يمكن أن تُستَخدَم للاستخراج اليدوي في حالة التمنع عن إستخدامه آلياً. وأيضاً خليط من المعادلات الكيميائية لتساهم في عملية إستخراج الفيروسات.
قال عزازي، «يُموَّل هذا المشروع مِن الأكاديمية القومية للعلوم، بالإضافة إلى التمويل من شركته الخاصة.»
شرح عزازي أن البحث العلمي في مصر محدود، وقال أن المشكلة الأساسية للبحث العلمي في مصر هو أنه لا يُطبَق وقال أن ذلك لأن الباحثين من كل تخصص يعملون مع باحثين آخرين لكن من نفس التخصص العلمي، فلا يتم تبادل المعلومات للحصول على نتيجة مُرضية.
أضاف عزازي، «أود أن أرى في مصر علماء وباحثين من كافة التخصصات يعملون مع بعضهم البعض كالفريق البحثي الذي نقدمه في الجامعة الأمريكية.»
بالإضافة إلى ذلك، محمد فرج أستاذ كيمياء الطعام والمنتجات الطبيعية الكيميائية والكيمياء الحيوية النباتية الذي انضم في العام السابق للجامعة الأمريكية في القاهرة، وهو أيضاً أستاذ الصيدلة في جامعة القاهرة. قد حصل فرج على جائزة الدولة المصرية لهذا العام، وذلك لإنجازاته وأبحاثه على مدى عشر سنوات.
قال فرج، «أحَبِذ فريق العمل الذي يحتوي على باحثين مِن كل المجالات، وذلك لأن لا يوجد فريق -مُكوَن مِن باحثين من مجالٍ واحدٍ- يستطيع أن يفعل كل شيء وحده، ليقوم بإثراء البحث العلمي في مصر.»
أوضَّح أيضاً أن مشكلة البحث العلمي في مصر تكمن بشكل أساسي في جودة التعليم، سواء المدرسي أو الجامعي والأعداد الكثيرة التي تنضم إلى الجامعات والمدارس الحكومية سنوياً. كما أضاف أن البحث العلمي يحتاج إلى موارد كثيرة بجانب المهارة.