ماذا يعني أن تكون مسلمًا أمريكيًا أسودًا؟
تقرير: داليا عبدالوهاب
وفقًا لموقع اتحاد الإذاعة والتلفزيون البريطاني، يحتفل الأمريكيون من أصل أفريقي في أوائل شهر فبراير من كل عام ببداية ما يُعرف ب “شهر تاريخ السود”، والذي يُخلد شخصيات أمريكية تاريخية من أصول إفريقية.
احتفالًا بتلك المناسبة، أقامت مكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة سلسلة فعاليات ومحاضرات افتراضية هدفها تعريف مجتمع الجامعة بتاريخ الأمريكيين الذين هم من أصل أفريقي، منها محاضرة تحت عنوان: “من أنا؟ هوية السود في ضوء الحركات الإسلامية الأمريكية”، والتي أُلقيت باللغة العربية وتبعتها مناقشة بالإنجليزية.
جاءت فكرة المحاضرة لموريس هاينز، أمريكي مسلم من أصل أفريقي، خلال إقامته في السودان لثلاث سنوات فقال: “لاحظت أنه لا يوجد مصادر كافية باللغة العربية عن حركات السود الإسلامية في الولايات المتحدة”.
يبدأ تاريخ الأمريكيون من أصل أفريقي الإسلامي بنوبل درو علي، مؤسس المعبد الكنعاني في نيو جيرسي، والذي اعتنق الكثير من أتباعه الإسلام، مرورًا بيوسف لطيف الذي نشر الحركة القاديانية التي تُعرف بالأحمدية في أمريكا.
الحركة القاديانية هي الاعتقاد بأن الإسلام هو الوحي النهائي للبشرية. بدأت هذه الحركة من البنجاب أو الهند البريطانية في أواخر القرن التاسع عشر على يد ميرزا غلام أحمد. كذلك حركة “أمة الإسلام” لمؤسسها إليجا محمد، هي إحدى أهم الحركات الإسلامية للأمريكيين من أصول أفريقية.
أضاف هاينر أن حمل بعض الأمريكيون من أصل أفريقي لأسماء عربية لا يُعد شيء غريب، بل يعد جزء من التضمين بين حضارة الأمريكيين من أصول أفريقية والحضارة الإسلامية.
قال هاينز للقافلة: “إن كان ثمة شخصًا يسمى “جمال” [في الولايات المتحدة]، لا يمكن أن يكون لونه غير أسود، وهذا قد يعرقل فرص حصوله على وظيفة”.
على سبيل المثال، أحد أهم الشخصيات في التاريخ الأمريكي، مالكولم اكس، غيّر اسمه الأخير إلى “اكس” لعدم معرفته بأجداده الأصليين. كان اكس ينادي بتصحيح مسار الحركة الاسلامية في الولايات المتحدة بعد انحرافها عن تعاليم الدين الإسلامي حتى تم اغتياله عام ١٩٦٥.
يقول هاينز أن الحضارة الاسلامية أثّرت على حضارة الأمريكيين من أصل أفريقي، ولكن لم تتفق معه لورن كلارك، خريجة الجامعة الأمريكية ومختصة بمجال دراسات الأمريكيين من أصل أفريقي. فقالت كلارك للقافلة: “حضارة الأمريكيين السود متجذّرة في الكنائس الأمريكية الخاصة بالسود، وستظل كذلك”.
وحيث أن البعض يعتقد أن الإسلام قام بتشكيل بعض العناصر الحضارية في حياة الأمريكيين من أصل أفريقي، مثل الموسيقى. شرحت كلارك أن الإسلام لم يكن مؤثرًا في تشكيل موسيقى ال”هيب هوب” الأمريكية وأن بعض الفنانين قد يكونوا أعجبوا ببعض العناصر الموجودة بالإسلام، ولكن هذا لا يعني أن الإسلام قام بتشكيل موسيقى ال”هيب هوب”.
وتتفق مع كلارك شيري شير، مؤسسة أول فرقة “هيب هوب” مكونة بالكامل من النساء، فتقول: “إنها طريقة لنا للتعبير عن كيفية تعاملنا مع مواقف مثل الفقر والعنصرية ووحشية الشرطة في الولايات المتحدة من خلال أصواتنا.”
تضيف شير أن موسيقى ال”هيب هوب” لم تكن مبنية على الدين.
وفقًا لموقع Genius المهتم بتحليل الموسيقي وكلماتها، الكثير من فناني ال”هيب هوب” أعجبوا ببعض العناصر الإسلامية واستخدموا بعض العبارات الإسلامية في اغانيهم