يوم ١٠٨: درس تعلمته من فيروس كورونا
في السابع والعشرين من شهر مارس، تم فرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. يعم الهدوء في جميع أنحاء البلد من الساعة السادسة مساءًا حتى السادسة صباحًا في اليوم التالي
القصص التي نشاركها معكم هي قصص رواها أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية يعبرون عن كل ما يشعرون به إثر فيروس كورونا المستجد وكل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد،ليخبروا الجميع كيف يقضون يومهم أثناء العزل المنزلي وعن تجربتهم مع التعلم عن بعد
في تلك الفترة، نود أن نوثق كل يوم وكل لحظة نمر بها، لذلك نرغب في أن نستمع إلى مجتمع الجامعة كله من الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس
إن كنت ترغب في مشاركة قصتك معنا، راسلنا على
يوم ١٠٨: ١٢ يوليو ٢٠٢٠
عدد الإصابات في العالم: ١٣،٠٢٨،١٨٢
عدد الوفيات في العالم: ٥٧١،٠٨٠
عدد الإصابات في مصر: ٨٢،٠٧٠
عدد الوفيات في مصر: ٣،٨٥٨
كتبت: مريم عمرو
طالبة هندسة كمبيوتر
جاء فيروس كورونا بشكل مفاجىء ليقلب كل مخططاتنا رأسًا على عقب.. بِتُ أفكر، كيف لفيروس لا يُرى بالعين المجردة أن يقلب
حياة كل فرد في العالم، سواء كان صغير أو كبير، في لمحة ب
ثم قلت لنفسي، وما الجديد؟ هذا ما تفعله الحياة دائمًا معنا لكن الاختلاف هذه المرة أن الأثر على مستوى العالم بأسره.. فكلنا عاكستنا الحياة لتفرض علينا ظروفها وقوانينها حتى أصبحت البشرية كلها تتشارك نفس الخوف ونفس اليوم الروتيني والملل أثناء الحجر المنزلي
لكن يبقى السوأل، وما الجديد؟ طالما فاجئتنا الحياة بأشياء غير متوقعة أو لحظات بدلت ترتيباتنا.. أو لم نكن في وقت من الأوقات نظن اننا سنلجأ الي سبيل معين و يكون هو خيارنا الوحيد
منذ صغري ونعومة أظافري كنت أتوقع أني أستطيع السيطرة على كل شيء في حياتي و إن حدث عكس ما أتوقع أعتبره ضعف وخلل مني.. كان ذلك إلي أن اضطررت في وقتمن الأوقات للسفر مع أمى وأختي للخارج لنعيش مع والدي
بداخلي، كان هناك رفضًا وعدم تقبل شديدين. كنت أشتاق لمصر وأتوق لزيارتها بشدة. و كالعادة، كان من الطبيعي أن أعتاد الأمر وكانت تلك التجربة هي أول شيء عكس إرادتي وغيّر من شخصيتي كثيرًا. قابلت أناس كثيرين خلال فتره سفري و كان ذلك بسبب تنقلي لعدة مدارس في وقت قصير ومن ثم التحاقي بالجامعة
أعتبر أغلب من قابلت في تلك الفترة، التي لم تكن لدي بها الخبرة الحياتية الكافية، دروسًا لأذكرها ما حييت. لم أختر ولم تكن لدي الإرداة الكاملة التي أسمح بها لهم أن يدخلوا حياتي ولكن شاءت الصدف والظروف.. لم أكن أعلم أنهم سيلقنونني دروسًا مدى الحياة. فأنا لم أختر أي من هذا
لم أختر لهم أن يخذلونني أو يؤذونني، و لكن هذا ما حدث
عدت إلى مصر للالتحاق بالجامعة تاركة أهلي.. كنت سعيدة بقراري جدًا، أمضيت خمس سنوات محاولة التأقلم، اعتدت الحياة هناك لكن كانت تزداد كل يوم رغبتي للعودة إلى مصر واشتياقي إليها. وبالفعل، عدت لكن مع مرور الأيام اكتشفت أنه لم يكن قرارًا سهلًا على الإطلاق
اشتقتُ لعائلتي كثيرا و بالأخص أمي، كنت أحيانًا لا أريد سوى أن ألقي نفسها بين أحضانها ليهدأ كل ما بداخلي من خوف.. نعم، كان قرار العودة بمحض إرادتي، لكن لو كان الأمر باختياري الكامل لاخترت أن أعيش في مصر وسط عائلتي، لكن الظروف فرضت عليّ شيء آخر
اكتشفت أن الحياة تشكل شخصياتنا بهذه التفاصيل الصغيرة بل وتشكل مَن نحن الآن
هذا ما فعله فيروس كورونا، وضعنا أمام الأمر الواقع، وهو أننا أحيانًا مهما قررنا ورتبنا وخططنا، تفرض الحياة علينا أمرًا آخر عكس إرادتنا. و ذلك لنكون أقوى، فأنا وغيري بالتأكيد لن نعود لحياتنا الطبيعية إلا و قد تغير شئ في شخصيتنا
فمِنا مَن اكتشف اصدقاؤه الحقيقيون و منا من اكتشف موهبة لم يكن يعلم بوجودها وإلى آخره. أما عن نفسي، فكان أكبر درس تعلمته من جائحة فيرووس كورونا هو أن أكف عن الخوف من المستقبل وأن أتوكل على الله بشكل أكبر
.نعم، سأظل أخطط وأفكر و لكن سيبقى داخلي يقين أم الأمر في النهاية بيد الله سبحانه وتعالى
ما الداعي من الخوف الزائد من المستقبل؟ فكورونا علمتني اكبر درس لن تستطيع مواقف عدة في الحياة أن تعلمها لي، و هو أن اكون مرنه بما فيه الكفاية لتقبل أي تغير في حياتي
لقراءة قصص ومذكرات مجتمع الجامعة الأمريكية زوزرا صفحة تغطية القافلة الخاصة لفيروس كورونا