اجدد المقالات

منــصــة أثـــر بـالجـامــعة الأمريكية: ثـورة رقـمـية فــي تدريـب المعلمين في المنطـقة العربـيـة

تقرير: مياس العنانرة

تحرير: منه الله زيد

أطلقت الجامعة الأمريكية بالقاهرة منصة “أثر” في ٣٠ يناير من هذا العام، بالتعاون مع قسم اللغويات التطبيقية والدراسات التربوية، وكلية التعليم المستمر، ومركز التعلم والتدريس. تعد “أثر” منصة رقمية مجانية وشاملة، تقدم محتوى تعليميًا باللغة العربية، وتهدف إلى تمكين المعلمين من خلال أنشطة تأملية مصممة لمساعدتهم على مواجهة التحديات اليومية في العملية التعليمية، بما يسهم في تحقيق تحسينات مستدامة وفعالة في قطاع التعليم.

تُعد “أثر” مبادرة أطلقها الرئيس الأكاديمي للجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور إيهاب عبد الرحمن، بعد أكثر من عام من التخطيط. تستلهم المبادرة رؤيتها من التزام الجامعة بالمشاركة المدنية وتقديم تجارب تعليمية عالية الجودة عبر منصات التعلم الإلكتروني. وتهدف “أثر” إلى دعم شريحة واسعة من المعلمين في المدارس الحكومية بمصر والمنطقة، بغض النظر عن تخصصاتهم أو مستويات خبرتهم، بدءًا من المعلمين المبتدئين وصولًا إلى كبار المعلمين.

يساعد برنامج “أثر” المعلمين على تحسين ممارساتهم التدريسية من خلال إتاحة الفرصة لهم للتنقل بين أربعة مجالات رئيسية، حددها خبراء في التعليم، وهي: تكنولوجيا التعليم والتعلم الرقمي، التكيف مع تحديات التعليم داخل الفصول الدراسية، إدارة الفصول الدراسية الكبيرة، والتقييم من أجل التعلم. أما عن أدوار الشركاء في المبادرة، فيتولى قسم اللغويات التطبيقية والدراسات التربوية مسؤولية إعداد المحتوى الأكاديمي، بينما تُشرف كلية التعليم المستمر على تسويق البرنامج ونشره، ويقوم مركز التعلم والتدريس بتصميمه وتطويره لضمان تجربة تعليمية فعالة.

لعبت الدكتورة هبة الدغيدي، رئيسة قسم الدراسات التربوية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والمسؤولة عن تصميم محتوى برنامج “أثر”،  دورًا محوريًا في تطوير البرنامج وتنفيذه. حيث شملت مسؤولياتها وضع الإطار المفاهيمي للمشروع، وتحديد الموضوعات والمجالات المستهدفة، إلى جانب تطوير تصميم شامل للبرنامج والإشراف على جميع جوانب المحتوى والتصميم التربوي. وعن دورها الرئيسي، أوضحت قائلة: “خلال عملية التطوير، حرصتُ على مراجعة واعتماد محتوى الدورات الأربع حتى الإصدار النهائي، بالتعاون الوثيق مع أعضاء فريقي.”

وذكر الدكتور محمود علام، عميد كلية التعليم المستمر إن مسؤولية الكلية تمثلت في ضمان الترويج الفعّال للمنصة، والإشراف على الجوانب التسويقية والمالية للعمليات، إضافةً إلى التأكد من إطلاقها في الوقت المحدد. وحول رؤيته الشخصية للمنصة، قال إنه يسعى دائما لدعم المبادرات التي تتيح تعليما مرتفع الجودة للجميع لأنه يؤمن بأن التعليم هو أثمن ما يمكن تقديمه للناس من حولنا.

 أما الدكتورة هدى مصطفى، مديرة مركز التعلم والتدريس وقائدة فريق تطوير برنامج “أثر”، فقد أوضحت أن الدور الأساسي للمركز يتمثل في التصميم التعليمي والتكنولوجيا، حيث يضم وحدة تعليم رقمي متخصصة، تشمل خبراء في مجالات التصميم التعليمي، والتكنولوجيا التعليمية، والوسائط المتعددة، وإنتاج المحتوى المرئي. ويعمل هذا الفريق بالتعاون مع خبراء في التعليم الرقمي والدراسات التربوية على تطوير الدورات وفق نهج الإبداع المشترك، مما يتيح للمشتركين التعلم بطريقة مستقلة، وبالوتيرة التي تناسبهم، ومن أي مكان وفي أي وقت.

وعن الدورات المقدمة عبر منصة “أثر”، تقول د هدى إن المنصة تعتمد على أربع ركائز أساسية: المواكبة، التكاثف، التوافق، والمساندة، مشيرةً إلى أن الدورات الثماني القادمة ستعزز هذه الركائز وتوسع نطاقها. كما أضافت أن المعلمين يحصلون على شارات رقمية عند إتمام الدورات، مما يعزز من تحفيزهم وإبراز إنجازاتهم. واعتبارًا من اليوم، سجل أكثر من ٣٥٠٠ معلم في المنصة، فيما تمكن مئات المعلمين من إكمال الدورات في غضون خمسة أسابيع فقط.

أما عن ردود أفعال المستخدمين لمنصة “أثر”، فقد أعرب عبدالله محمد، الأستاذ المشارك بكلية التربية، قسم المناهج وطرق التدريس – تخصص اللغة الإنجليزية بجامعة حلوان، عن إعجابه بالتنظيم المتقن والتصميم المدروس للمنصة. وأوضح أنه في البداية كان يعتزم مجرد إلقاء نظرة سريعة على البرنامج، متوقعًا أن يكون تقليديًا، لكنه وجد نفسه منجذبًا إليه أكثر مع التعمق في محتواه. وأضاف: “لم أكتفِ باستخدام المنصة شخصيًا، بل أوصيت بها لزملائي في جامعة حلوان، وكذلك في المدارس الدولية والوطنية واللغوية، وأنا على ثقة تامة بقيمتها وتأثيرها.”

وعن الخطط المستقبلية لمنصة “أثر”، فتوضح هبة الدغيدي أن البرنامج يضم حاليًا أربع دورات، مع توجه للتوسع وإضافة المزيد من الدورات. وتتمثل الخطة في تجاوز الفصل الحالي بين الدورات الأربع ودمجها في إطار موحد بطريقة منظمة. ومن المقرر أن يتم دعم هذا الدمج عبر نهج “المنهج الحلزوني”، حيث تُعاد مراجعة الموضوعات والأفكار الرئيسية بشكل متكرر على امتداد الدورة، مما يتيح للمعلمين فرصة تعميق فهمهم التدريجي. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تزويد المعلمين بسيناريوهات تطبيقية قابلة للتنفيذ في بيئات الفصول الدراسية الواقعية، مما يعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات العملية بفعالية.

يُذكر أن “أثر” هي ثاني منصة يتم إطلاقها ضمن مبادرة “OpenLearn”، التابعة للجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعد منصة “AUC Road to College”. وقد تم تطوير “OpenLearn” بالتعاون بين قسم اللغويات التطبيقية والدراسات التربوية، ومركز التعلم والتدريس، وفريق التحول الرقمي في الجامعة، بهدف توفير موارد تعليمية مجانية وعالية الجودة عبر الإنترنت، لتعزيز فرص التعلم المستمر لمختلف الفئات.